أكد مدير مشروع النقل الذكي بمعرض ومؤتمر سمارت موف والذي سيقام في مركز دبي للمعارض والمؤتمرات خلال شهر سبتمبر القادم 2004م السيد ديفيد فاريل أن المؤشرات المتعلقة بالنقل ووسائطه تنبيء عن حاجة ملحة للتوسع في تبني الأفكار والحلول والدراسات المبنية على أبحاث دقيقة في كل من منطقتي الخليج وشمال إفريقيا لإيجاد المزيد من المواصلات العامة والتي يأتي في طليعتها القطارات الخفيفة والثقيلة لنقل الركاب والبضائع مما سوف يخفف الضغط والعبء الكبير على وسائل المواصلات الأخرى وفي حديثه ل اليوم كشف عن امور كثيرة. التوسع مطلوب : @ كيف تولدت الفكرة لإقامة هذا المعرض ؟ لقد برزت فكرة النقل الذكي من خلال أعمالنا المتواصلة والمتعلقة بتطورات المواصلات الأخرى مثل حركة المرور بالخليج والخطوط الحديدية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط حيث لاحظنا وجود احتياج متزايد في المنطقة لخطة مواصلات عامة مختصرة لجميع المدن الرئيسية ,فازدحام المواصلات في ازدياد مستمر وهو الآن يشكل عقبة كبيرة لمعظم حكومات المنطقة ومجالس البلديات , ولذا فإن المواصلات العامة هي إحدى الوسائل والحلول التي سوف تساعد على حل تلك المشكلة . حتى الوقت الراهن فإن مفهوم النقل الذكي قد تم تخيله بشكل جيد , كما أننا شعرنا بأنه يوجد حاجة ماسة لعقد منتدى عام للمناظرة والنقاش مع المسؤولين عن المواصلات والنقل العام والمختصين . إن هدفنا هو جمع المختصين من جميع أنحاء الشرق الأوسط الى أمسية نعرض فيها آخر المستجدات التكنولوجية في بيئة مشتركة . نقل الخبرات : @ ماذا عن نقل الخبرات والاستفادة من التجارب الدولية ؟ نأمل أن يكون الحدث المرتقب لمؤتمر ومعرض سمارت موف ممتزج بين أعضاء من الشرق الأوسط وأعضاء من باقي أنحاء العالم , ولهذا السبب فإننا على اتصال مع شركائنا في استراليا TRL) الطاولة المستديرة للنقل الأسترالي ) . إنهم ينقلون المختصين من منطقة المحيط الهادي إلى كثير من دول العالم , وقد عملنا معهم من قبل في واحدة من اجتماعاتنا السابقة الخاصة بالمواصلات الخليجية . فهم على مستوى عال ويحضون باحترام من قبل الأوساط الصناعية وكذلك فهم يعقدون اجتماعاتهم الخاصة وبرامج للتدريب في استراليا , وبالاستفادة من خبراتهم في الاجتماعات الدولية, واضافة إلى برنامجنا الخاص المحلي فإننا نرغب في عقد اجتماع يوضح التطورات التي حدثت هنا في الشرق الأوسط وفي الميزان العالمي مما يمكن الحاضرين لهذه الأمسية التعلم والاستفادة من خبرات زملائهم في الدول المجاورة والإطلاع على التطورات الحديثة الجارية في العالم . التصاعد السكاني : @ ما الصعوبات التي تعتقد أنها تواجه الدول العربية والخليجية على هذا الصعيد في الحاضر والمستقبل ؟ احدى المشاكل التي تواجه العالم الخليجي والعربي هي الزيادة في عدد السكان , وهذا هو الذي قادنا الى المشاكل المذكورة أعلاه المتعلقة بالازدحام المروري , فهناك أضرار جانبية خطيرة لهذا الازدحام المروري وتحتاج لأن تؤخذ في الاعتبار مثل أضرار البيئة . لذلك فإنه من الضروري ومن الأهمية بمكان أن تجاري الدول في المنطقة التضخم السكاني وأن تنفذ وتتزود بآخر الاستراتيجيات والتقنيات الحديثة من أجل أن تتمكن من المقاومة والصمود , وبالتالي بناء تنمية متناغمة تتوافر فيها مختلف الوسائل والوسائط للنقل والمواصلات تلبي احتياجات هذه المجتمعات التي تتصاعد فيها الكثافة السكانية بصورة سريعة وكذلك التمدد العمراني والتوسع الصناعي. صعوبة التقديرات : @ هل هناك تقديرات معروفة لديكم عن حجم الاستثمارات الحالية والقادمة في مجال النقل السككي ؟ @ من الصعوبة تحديد رقم دقيق للإستثمارات , ولكن لإعطاء مثال فإن التقديرات لتكلفة مشروع السكك الحديدية الخفيفة في دبي تقدر بحوالي ( 2,17 ) اكثر من بليوني دولار امريكي , وهو مايعطينا فكرة جيدة عن حجم المبالغ المستثمرة في قطاع النقل . إن مشروع دبي للنقل السككي الخفيف هو أحد المشاريع الكثيرة والمهمة في منطقة الخليج والدول العربية مع وجود مشروع خط حديدي خفيف وميترو يربط أبوظبي , هذا إلى جانب المشاريع الضخمة في المملكة والتي ستربط الخليج العربي بالرياض ,جدة , مكةالمكرمة , المدينةالمنورة , ينبع ومن ثم قد تتصل مستقبلا عبر مشروع الجنوب الشمال الحديدي بالعاصمة السورية دمشق لتتصل بعد ذلك بالقارة الأوربية عبر تركيا . أعتقد أن تحديث وتطوير النقل في الشرق الأوسط وبالأخص في مجال النقل السككي هو حاجة تاريخية اكثر من أي شيء آخر , وفي اعتقادي أن الوقت الآن قد حان لمشاركة عدد اكبر من الدول الخليجية والعربية في توظيف الأموال لإنشاء خطوط حديدية لأنها سوف تساعد على حركة نقل وشحن المواد والمنتجات والبضائع والركاب بين هذه الدول . ومن هنا فإنني أرى أن ما بدأت به الحكومات الخليجية والعربية لبرامج التوسع في النقل الحديدي قد جاء في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة لأنها سوف تحل المشاكل القائمة , لذلك نتمنى أن نشاهد مثل هذه التطورات في المواصلات والنقل خلال السنوات العشر القادمة.