كما توقعته نصراويا.. انتهى نهائي كأس ولي العهد باستحقاق وجدارة. فالنصر هذا الموسم هو أفضل فرق الدوري, ليس لأنه المتصدر وبطل كأس ولي العهد.. بل لأنه مع الهلال تميزا بثبات المستوى وتوافر البديل. في النهائي حصل السيناريو الأصعب للبطولة النصراوية, فلم يكن أي نصراوي يتمنى أن يتأخر فريقه بهدف في بداية المباراة وأمام البطل المتوج سابقا, فهذا الهلال ليس من السهل قلب النتيجة عليه إن هو تقدم, وهذا حديث التاريخ الجديد, وكاتب هذه السطور لم يأت بجديد. كرر الفريق النصراوي تأخره في بداية المباراة ثم عودته إليها هذا الموسم 7 مرات حتى أمام الفرق الضعيفة والمتوسطة, وقد يرى بعض المحبين بأنها مزية نصراوية, وأراها مثلبة فنية يتحملها المدرب أولا ومحور الارتكاز ثانيا، لأن أغلب هذه الأهداف كانت تأتي في أول ربع ساعة من المباراة, وبكور طولية تكسر حالة الجمود لدى المحور وقلبي الدفاع دائما. استعرضوا هدف الخليج, والعروبة, والفتح, والهلال, والشباب, والاتفاق, والأهلي, لتعلموا بأن الخلل في البدايات النصراوية يعني أن هناك أمرا ما يجب أن يتعدل في الفريق, فحالة السرحان الذهني التي يصاب بها اللاعبون في ربع مباريات هذا الموسم تعني أن (شخصية البطل) ما زالت في طور التركيب, ولم تنضج بعد في الفريق النصراوي الحالي. كنت أتمنى وما زلت أن يشارك بطل كأس فيصل ووصيفه بالفريق الأولمبي في هذه البطولة وأن يكون هذا شرطا للترشيح. أعلم أن هذا الكلام سيغضب كثيرا من محبي العالمي, لكنها الحقيقة التي يجب معالجتها فهي واقع يعيشه الفريق, ولن يكون الحظ دائما مع النصر فيما تبقى من مباريات الدوري وبطولة كأس الملك, فالجمهور الذي احتفل كثيرا بعودة النصر في أعلى المنصة في بطولة ذات نفس قصير, يريد الاحتفال أكثر في عودة النصر إلى المنصة الأعلى ببطولة الدوري وكأس الملك. من يردد بأن النصر عاد.. لم يكن صادقا مع نفسه قبل النصراويين.. النصر لم يكن غائبا حين نقول إنه عاد.. فجمهوره الذي كان يلاحقه بكثافة عالية جدا حتى وهو في أسوأ مواسمه كان يطالبه بالعودة الآسيوية والعالمية, وليس ببطولة النفس القصير. وبوابة الآسيوية تبدأ من تحقيق بطولة الدوري وكأس الملك, وهي ما ينتظره جمهور النصر الذي عايش الارتقاء إلى القمة بالتأهل إلى البطولة العالمية يوما ما, ولا يمكن أن يردد مع بعض مشجعي اليوم بأن النصر قد عاد فعلا, إلا حينما يراه قريبا من قمته السابقة, فالعمل دائما يبدأ من حيث انتهيت, لا من حيث بدأت, فالنصر كان من أوائل أبطالها, وحين يعود من حيث بدأ.. فلا يمكن أبدا أن نصادق على مقولة: إن النصر قد عاد. البطولة الخليجية بدأت دورة الخليج للأندية, بلا أي زخم إعلامي, وهذا أمر لم نعتد عليه, ويشارك فيها فريقا الرائد والشعلة, وقد مرت المباراة الأولى للشعلة وكأنه لم يلعب. هذه المشاركات الباردة لا تليق بالأندية السعودية ولن تحقق لها اي فائدة, طالما أن الإعلام منصرف عن التغطية المثالية لها بسبب ضعف الأندية السعودية المشاركة إعلاميا وفنيا وجماهيريا. كنت أتمنى وما زلت أن يشارك بطل كأس فيصل ووصيفه بالفريق الأولمبي في هذه البطولة وأن يكون هذا شرطا للترشيح. أحيوا هؤلاء الشباب الذين ينتهي موسمهم في كأس فيصل فقط.. فهل يعقل بأن صاحب المركز الثاني فيه متساوٍ مع صاحب المركز 14؟ تمريرة ذكية إن ظن لاعبو النصر أنهم حققوا طموح جمهورهم بهذه البطولة.. فليراجعوا أنفسهم. سامي الجابر يقدم موسما جيدا مع الهلال, فهو ما زال في المنافسة في الدوري, ووصيف كأس ولي العهد. لجنة الانضباط.. هل تابعت نهائي كأس ولي العهد؟.