يقضي الرئيس العراقي السابق صدام حسين وقته وهو يقرأ في زنزانته المكيفة الهواء او وهو يرعى الزهور والنباتات في الفناء الخلفي لزنزانته التي يحرسها الامريكيون. ويقارن بختيار أمين وزير حقوق الانسان العراقي بين وضع صدام ومحتجزين في معسكر امريكي في قلب الصحراء وسط جو شديد الحرارة لا تحميهم من أشعة الشمس سوى خيمة أو وضع آخرين عوملوا بوحشية في سجون رئيس العراق السابق. وقال أمين لرويترز، المفارقة هنا بالنسبة لي هي ان كبار المجرمين يلقون معاملة أفضل. وقد تفقد أمين معسكر بوكا الذي تديره القوات الامريكية في جنوبالعراق في يوليو تموز. ويحتجز في المعسكر أكثر من 2000 عراقي غالبيتهم بتهمة شن هجمات على القوات الامريكية في منطقة ترتفع فيها درجة الحرارة في الصيف الى 50 درجة مئوية. وفي الشهر نفسه زار وزير حقوق الانسان العراقي صدام و11 من رجاله في زنازينهم في معسكر قريب من العاصمة العراقيةبغداد في اطار جولة لتفقد أحوال المحتجزين في البلاد. بالنسبة لصدام كان هذا يعني حصوله من الجيش الامريكي على وجبة مغلفة في الصباح وعلى وجبتين ساخنتين في الغداء والعشاء اضافة الى طعام خفيف بين الوجبتين الرئيسيتين. وقال أمين انه يسمح لصدام بالخروج الى فناء زنزانته ثلاث ساعات في اليوم يرعى خلالها الزرع، سجناء صدام كلهم لم يكونوا يتمتعون بذرة من هذه الحقوق، إنني أجد اهتمام صدام بهواية البستنة غريبا من رجل قتل البيئة من ضمن أشياء أخرى حين دمر الاهوار العراقية في الجنوب. ويقول أمين انه يعمل على تحسين ظروف كل المحتجزين العراقيين ويجري حاليا بناء وحدات مكيفة الهواء في معسكر بوكا. لكن الوزير وهو كردي وقاد حملة من المنفى لمحاكمة صدام صرح بان زيارته للرئيس العراقي السابق لم تكن مريحة. وقال نظرت من الطاقة الموجودة في باب نزانة صدام وحدق كل منا في الآخر، صدقني حين أرى كل هؤلاء الناس أرى من ورائهم عراقيات أرامل وأيتام قتل اباؤهم، شاهدت مأساة العراق. ألم واسع النطاق ناجم عن عمليات القتل الجماعي هذه. وصرح أمين بأن صحة صدام جيدة رغم الشائعات عن مرضه والتي قال ان من يروجونها يريدون انقاذ الرئيس العراقي السابق من المثول امام القضاء. وقال لن يفلت من العدالة، إنه بحالة جيدة، الاطباء يزورونه مرتين في اليوم وهو يعالج من التوتر الزائد، كما عولج صدام بالمضاد الحيوي من التهاب في البروستاتا لكن أظهرت الاشعة السينية والاختبارات الاخرى انه غير مصاب بالسرطان. وتابع أمين قائلا، ان صدام رفض ان تؤخذ له عينة بالمنظار طبقا لرغبة اطباء عراقيين للتأكد من التشخيص. وأضاف، أبلغوني انه يقرأ القران كثيرا هذه الايام. وبالنسبة لي هو ملحد، ليس مؤمنا انه يقرأ القرآن هذه الايام انطلاقا من الخوف. لقد قتل مئات من رجال الدين في العراق. لكن صدام المسجون في سجن انفرادي لا يسمح له بالاتصال برجاله الذين يقضون اوقاتهم يلعبون النرد والورق والشطرنج. وتحدث أمين عن واقعة لقائه مع برزان التكريتي وهو أخ غير شقيق لصدام. وقال لقد قال لي يجب الا أكون هنا|.. كنت من معارضي صدام. وذكر ان التكريتي سأله عن التهم الموجهة اليه فأجابه قائلا لا استطيع ان أكرر بعضها لكن القائمة طويلة.