عزيزي رئيس التحرير لا يخفى على احد من المسلمين ان الاسلام حث على الزواج باعتباره وسيلة للحفاظ على السلالة البشرية ولما فيه من اواصر المودة والرحمة، كما ان الزواج احدى الحاجات الجسدية والنفسية الفطرية التي غرسها الباري جل اسمه في الجنس البشري. كما ان الاسلام سمح للرجل بتعدد الزوجات مراعاة للحاجات الفطرية والظروف الاجتماعية ولم يجعل التعدد للذة عابرة سريعا ما تزول او تنتهي بل وضع جملة من الضوابط التي يجب ان تراعى منها العدالة والمقدرة.. وارى ان هناك الكثير ولله الحمد والمنة في شبابنا ورجالنا تتوفر فيهم تلك الضوابط وعليهم ان يحققوا هذه المعادلة الشرعية والمبادرة عاجلا لحل قضية العانسات والمطلقات والارامل في مجتمعنا بالتعدد. وما يدهشني حقا في وقتنا الراهن ان تجد من بنات حواء من تعترض وبشدة على التعدد عليهن وكأن هذا الامر لم يبحه او يشرعه ديننا الحنيف بل يصرفن النظر عن كل ما جاء من نصوص قرآنية واحاديث نبوية تصب في مشروعية التعدد ومدى اثره الايجابي على الفرد والمجتمع، ويلاحظ أن بعض النساء - غفر الله لهن- يتذرعن في عدم قبولهن التعدد لاسباب لا تتفق والمنطق العقلاني السليم ومن هذه الاسباب اذكر ما يلي: أ التعدد يترتب عليه مشاكل لا حصر لها بين الاولى والثانية من حيث النفقة والمسكن والاولاد وغير ذلك في حين ان هذه المشاكل الاسرية لا يمكن حصرها فقط في قضية التعدد بل قد تصدر حتى مع الزوجة الواحدة.. فكم من الرجال عانى الامرين وحصد الشرين من الزوجة الواحدة وقد شاب رأسه من كثرة مشاكلها وسوء تصرفاتها.. فالمشكلة اذن ليست مرتبطة بتعدد الزوجات بل ترتبط باخلاق المرأة. ب الادعاء بان عصرنا لا يحتمل تعدد الزوجات في ظل المناداة بمساواة المرأة بالرجل وحقوق المرأة في التعليم والمشاركة في الحياة السياسية وغير ذلك.. وهذا مخالف للشرع والقانون وحتى العرف الاجتماعي السائد، وكلنا يعرف ان المرأة قد شاركت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين في مختلف مجالات الحياة وعبر شتى مراحل الدعوة من البعثة الى اقامة الدولة الى عهود الفتح ضمن اداب الاسلام وضوابطه واخلاقه ولم تعترض نساء تلك العهود على التعدد بل كان منتشرا حينها ولنا في التاريخ وكتب السيرة امثلة حية تدل على ذلك لسنا بصدد الحديث عنها الآن. ج الزعم بان الحالة الاقتصادية المتردية في معظم البلدان لا تشجع على قضية التعدد وخوض مغامرات خاسرة مع زوجة اخرى قد تؤدي الى حتمية الطلاق.. وهذا امر مردود عليه جملة وتفصيلا، فالله عز وجل قال في محكم تنزيله (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) فليس الغنى والفقر معيارين راجحين للتعدد، بل هناك معايير اخرى ادق واصدق يعول عليها في مسألة الزواج والتعدد وصدق رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلم حين قال: (اذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..) ومن ناحية اخرى كم من حياة زوجية فارهة في الغنى والبذخ تفككت وفشلت لان الاصل في التدبير وحسن الاقتصاد وخير المال ما نفع. والعجيب اخي القارئ ان النساء اللاتي يعترضن على التعدد مثال صارخ في الانانية وحب الذات حيث ان الكثير منهن تقبل الزواج على المرأة الاولى وبكل سعة صدر ورحابة افق تجدها في المقابل لا توافق ولا ترضى ان يتزوج عليها زوجها. ولا اعلم سبب هذه الحملة الشرسة هذه الايام من خلال ما يعرض عبر المسلسلات التليفزيونية التي صمت اذاننا واشمأزت منها نفوسنا والتي صورت بشكل سافر الرجل الذي عدد على زوجته بالخيانة وقلة الامانة.. الم يجز الشرع الاسلامي التعدد في ظل عقم المرأة او مرضها؟ الا يلاحظ عبر الاحصائيات والدراسات ان عدد النساء في الارض اكثر بكثير من عدد الرجال؟ اليس من الانانية ان تكون نظرتنا الى الامور سادية ومصلحية واذا سلم رأسي فليهلك الناس؟ اليس من الظلم ان نترك المطلقات والارامل والعانسات كأعجاز نخل خاوية؟ اليس من حق كل امرأة على وجه الارض تكوين اسرة وعائلة؟ اليس من الحكمة ان شرع الاسلام التعدد وعدم ربط ذلك بموافقة الزوجة؟ واني اتوجه من خلال هذه الجريدة الغراء الى كل رجل وشاب لينظر الى مسألة التعدد نظرة رسالية تهدف الى ان الحياة السعيدة تكمن في صلاح وسعادة امرأة اخرى فقدت الامل في تكوين اسرة مثلها مثل غيرها.. فعليكم ايها الشباب والرجال القادرون المستطيعون التعدد، وعليكن ايتها النساء الإيثار والتضحية في قبول ذلك التعدد.. علي بن عبدالمحسن السويق الاحساء