اتهمت الحكومة العراقية أمس الاثنين أبا مصعب الزرقاوي المتحالف مع تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن سلسلة من تفجيرات الكنائس التي أسفرت عن سقوط 11 قتيلا قائلة ان الهدف هو إثارة الفتنة الطائفية ودفع المسيحيين للخروج من البلاد. وأدان زعماء مسلمون تفجيرات السيارات الملغومة مساء أمس الأول في بغداد ومدينة الموصل بشمال البلاد. وكانت تلك هي الهجمات الاولى التي تستهدف كنائس الاقلية المسيحية في البلاد منذ بداية الصراع قبل 15 شهرا. وقال مستشار الامن القومي موفق الربيعي ما من شك في ان هذا يحمل بصمة الزرقاوي. وأضاف لرويترز ان الزرقاوي والمتطرفين الذين يتبعونه يحاولون في الاساس دق اسفين بين المسلمين والمسيحيين في العراق. وأعلن المتشدد الاردني المولد مسؤوليته عن الكثير من التفجيرات بالسيارات الملغومة في العراق منذ الاطاحة بصدام حسين في العام الماضي وكذلك قتل رهائن أجانب. وقال الجيش الامريكي في بيان أمس ان الهجمات التي شنت بسيارات ملغومة على اربع كنائس في العاصمة العراقيةبغداد امس الاول أدت الى مقتل عشرة واصابة اكثر من 40. وقال شهود ومسؤولون في وقت سابق ان 15 شخصا قتلوا في الهجمات المنسقة على ما يبدو على كنائس عراقية ومن بينهم شخص واحد على الاقل قتل في انفجار قنبلة في كنيسة بمدينة الموصل بشمال العراق. ولم يذكر الجيش الامريكي تفصيلات بشأن عدد قتلى او جرحى الهجوم في الموصل. وقال البيان الامريكي ان الشرطة العراقية عثرت على شحنة ناسفة مكونة من 15 قذيفة مورتر خارج كنيسة خامسة في بغداد وازالتها. ويمثل المسيحيون نحو ثلاثة في المائة من سكان العراق . ويعيش نحو 800 الف مسيحي في العراق أغلبهم في بغداد. واستهدفت هجمات أخيرة بائعي المشروبات الكحولية في كل أنحاء العراق وأغلبهم من المسيحيين من الطائفة الاشورية أو الكلدانية أو الارمنية. وقال عدنان الاسدي عضو المكتب السياسي في حزب الدعوة الاسلامي ان المسلمين يشاركون أسر الضحايا المسيحيين في ألم مصابها . وأضاف إن الحزب يستنكر هذه الأعمال الإجرامية التي تريد أن تحدث الفتنة الدينية والطائفية في العراق. وأردف قائلا نحن لا نفرق بالادانة في هذه الاعمال المخالفة للشريعة الدينية والشريعة الاسلامية لان مخططي هذه الأعمال هي جهة واحدة . ويقول الجيش الامريكي ان قرص كمبيوتر صودر في وقت سابق هذا العام احتوى على خطاب من الزرقاوي يدعو فيه لشن هجمات على شيعة العراق لمحاولة احداث فتنة طائفية في العراق. وأعلنت واشنطن عن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لاعتقاله. وحذر الجيش الامريكي من أن المقاتلين المعارضين لوجود أكثر من 160 ألف جندي أجنبي في البلاد قد يحاولون تعميق الانقسامات بين الطوائف الدينية المتنوعة بالعراق في اطار حملتهم لزعزعة استقرار البلاد. وقال وزير حقوق الانسان بختيار أمين ان الحكومة المؤقتة التي يرأسها اياد علاوي تبذل قصارى جهدها لمحاربة المقاتلين والقضاء على شبكاتهم. وفي رد فعل على هذه الهجمات صرح بأن هذا يظهر أنه ليس هناك حدود لوحشية الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الارهابيون. وأضاف إن أتباع أي دين لا يمكنهم ارتكاب مثل هذه الافعال. كما أدان الفاتيكان تفجيرات الكنائس. وقال بشار مونتيهوردا قس أبرشية متحدثا أمام كنيسة كلدانية في بغداد استهدفت بهجوم ان المسيحيين يشعرون بالدمار. وأضاف لرويترز في الوقت الذي كان يزيل فيه المتطوعون الانقاض الخسارة التي وقعت تفوق شجاعة الناس.. ومشاعرهم وآمالهم في قدوم مستقبل مشرق. ومما يزيد من المتاعب التي تواجه العراق موجة من خطف الرهائن.