كان جمهور الطائف يتوقع من ضيوف النادي الأدبي أن يحضر أمسية تقليدية تحمل هموما وآلاما وصرخة، ذلك أن الشاعرين الدكتور بهاء عزي والدكتور محمد سعد الدبل ينتميان لحقبة محافظة شكلا ومضمونا فسارت الأمور كيفما أراد الشاعران محققين لجمهورهما متعة المجايلة لعصرهم والتدفق ضمنا لما حمله شعرهما من صور. وقدم الأمسية الدكتور عدنان المهنا الذي أعطى الشاعرين حقهما في التقديم وكان له فضل وافر من ظهور وتسامي الشاعرين فقد قاد دفة الأمسية على نحو مشوق جذب السامعين .وأُعلن أن نصيب كل شاعر في الجولة الأولى ثلاث قصائد فقدم بهاء عزي قصيدته الأولى كتحية للطائف هي "سرية الهوى الثالثة إلى الطائف" قال فيها : ==1== كم في النا صبا يباهي مثلنا==0== ==0==بالطائف الزاهي وصرح بيانه فلكل من عشق الجمال وناله ==0== ==0==متذوقا يهفو إلى استيطانه==2== ثم قصيدة "خباء الكنز" ومنها: ==1== تجدُّ النفوس لآفاقه ==0== ==0==ولا تستوي فيه عند المحك له الخيل تجري بأرسانها ==0== ==0== تصك عليها من الجد صك كأن الهوى يستجيش قواها ==0== ==0==يُطير الحوافر من بعد دك==2== ثم قصيدة ثالثة بعنوان "وردة يثربية" نقلها الشاعر بيديه من المدينة إلى جده فقال: ==1== سريت وفي كفي من يثرب الندى ==0== ==0==ورود حسان من جنينتها الأم تداعب بالأحلام في أعذب السرى ==0== ==0== بما تشتهي منها الصبابة في العلم==2== @ @ @ وينطلق الشاعر القادم من قسم اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض محمد سعد الدبل بقصيدة إلى بردى النهر السوري المتدفق ثم قصيدة "رسالة من صلاح الدين" إلى قصيدة "عبث السنين" ومنها: ==1== لا تعذلوا صبا يداري من ظلم ==0== ==0==حسب الهوى أن نال مني وانتقم أمشي وفي ساقي رعشة خائف ==0== ==0==ولزوم عكازي تسانده القدم ستون عامل قد مضى من عمرنا ==0== ==0==عودي فإن الأمس في طي العدم ==2== @ @ @ تعود الجولة الثانية بقصيدتين لبهاء عزي والذي تماهى مع الدبل حيث سار على نهجه في عرض قصائد بعيدة عن الشكوى والألم نوعا ما، حيث كانت الأولى بعنوان "إلى مي" ثم الثانية تساؤل حول "من ظلم العروبة" ومنها: ==1== هذي العروبة أصبحت مذعورة ==0== ==0==مقهورة مطعونة في مطعن ظلمت وأثقلها الأذى وبها أسى ==0== ==0==من راعي الأبقار والمستصهن ومن الذين تكالبت أحقادهم ==0== ==0==منذ القرون لصد دين بين==2== فيقابلها الدبل بقصيدتين الأولى سماها "حوراء الخليج" وقصيدة "عروبة وإسلام" ومنها: ==1== خليجي على الشطآن يرسو ==0== ==0==شراعي في الكويت أو المنامة وفي قطر إلى أقصى عمان ==0== ==0==دبي ركنها للمجد هامة==2== إلى قوله: ==1== ومن عجب تنام الأسد ليلا ==0== ==0==وأشبلها تنازعها ظلامه أيحكم في قضايانا أناس ==0== ==0==هم الخطر الذي أروى سهامه==2== @ @ @ يختتم بعدها الشاعران بقصيدة لكل منهما البهاء بأنشودة لسلمى والدبل بالزاجرة ليختتم مدير الأمسية اللقاء الذي أمتع الجمهور. وفي واحدة من المداخلات قال الشاعر محمد توفيق طيب الذي حرص على حضور الأمسية مرحباً بهذا التواصل الثقافي والاهتمام باللغة العربية رغم تطاول العامية عليها في معظم الملتقيات، وأما الشاعران فتميزا بصفتين هما احتواء قصائدهما على الفكر ثم الشاعرية بتفاوت قليل فيما بينهما مع تواجد رمزي عند بهاء عزي عندما يتغزل بالغيمة ثم وصف جميل لبردى الشام الذي كان مهما لشعراء القطر السوري فيما سبق والآن فقد الشعراء ربما ذلك الإلهام مع محافظة النهر على جماله. وفضل مدير الأمسية اختتامها بهذه المداخلة الوحيدة.