هناك مقولة مشهورة لأحد الرؤساء يقول فيها:(إنني لا أستخدم كافة الملكات العقلية التي أملكها فقط، بل أستخدم معها كافة المواهب العقلية التي يمكنني استعارتها) إنه يتبنى مبدأ التفويض، التفويض مهارة أساسية لدى المدير الناجح، حيث يحرص هذا المدير على تفويض بعض المهام التي تقع في نطاق اختصاصه إلى أحد الموظفين والذي يستطيع أن يقوم بهذه المهام، وقد أثبتت الدراسات أن متوسط ما ينفقه المديرون من أوقاتهم في أداء مهام يمكن أن يقوم بها موظفوهم يصل إلى 45% من جملة أوقاتهم، وهناك قاعدة تقول: إن المدير يجب أن يفوض أداء مهمة معينة لشخص آخر إذا كان بمقدور هذا الشخص أن ينجز المهمة بطريقة مشابهة لطريقة المدير بنسبة 80% ، التفويض دائما ما يتعلق بالسلطات وليس بالمسؤوليات، فالمدير الذي يفوض المهمة يعطي الموظف سلطة اداء هذه المهمة ولكن يظل المدير مسؤولا عن نجاح الموظف أو فشله في أداء المهمة المطلوبة. في مؤسساتنا العربية هناك عدة مشكلات تواجه عملية التفويض، أولى هذه المشكلات: أن المدير يعتقد أنه يقوم بأداء مهامه على الوجه الأكمل، وأنه إذا قام بتفويض بعض المهام للآخرين فسوف يسود اعتقاد بأنه لا يستطيع ولا يقدر على أداء تلك المهام، المشكلة الثانية: في الموظف الذي يفتقد ثقته في نفسه ويخشى قبول المهمة والفشل في أدائها، المشكلة الثالثة: أن ثقافة التفويض غير منتشرة في المؤسسة، فالكل يخشى تحمل مسؤوليات إخفاق الآخرين، في الحقيقة يحقق التفويض عدة مزايا منها: أولا: السرعة في اتخاذ القرارات على المستويات الإدارية المختلفة. ثانيا: إعداد الصف الثاني ليكونوا مديري المستقبل. ثالثا: رفع الروح المعنوية للمرؤوسين وتحفيزهم على التقدم. رابعا: إتاحة المزيد من الوقت للمدير كي يتفرغ للمهام الرئيسية في عمله. خامسا: تحقيق ديمقوقراطية العمل حيث يشارك أكثر من شخص في اتخاذ القرارات. يتحمل المديرون والمشرفون مسؤولية كبيرة في تبني ثقافة التفويض داخل المؤسسة، ومن ثم فعليهم مراعاة ما يلي: 1- القناعة التامة بأن التفويض هو وسيلة فعالة في سرعة تحقيق الإنجازات. 2- الثقة في قدرات المرؤوسين على أداء المهام المطلوبة. 3- الاختيار الصحيح للأشخاص الذين ستفوض إليهم المهام المختلفة، فمن المفترض أن يتمتع هؤلاء الأفراد بالكفاءة والقدرة والرغبة في أداء هذه المهام. 4- السماح للمفوض إليهم بحرية التصرف، وإعطائهم السلطات الكافية لأداء المطلوب منهم. 5- مساعدة المفوض إليهم في حل المشكلات التي تواجههم. 6- تقبل الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الشخص المفوض إليه وإتاحة الفرصة له كي يتعلم من أخطائه. إذا كان التفويض هو محورا أساسيا في تحقيق الإنجازات في المؤسسة، فهو محور أساسي أيضا في تحقيق الإنجازات في الحياة الأسرية والمنزلية، فتفويض المدير أداء بعض المهام لمرؤوسيه يتساوى معه تفويض الأب لأبنائه في اداء بعض المهام التي تخص الأسرة، حيث يثق الآباء في قدرات أبنائهم وتزداد ثقة الأبناء في أنفسهم، فالتفويض هو مساهمة الجميع في تحقيق النجاح. * استاذ ادارة الأعمال والتسويق المساعد