في ليلة حالكة الظلام بمكان ليس ببعيد عن ميناء جيبوتي النشط تتنافس هيلين مع شابات أخريات في حانة خافتة الاضاءة في لفت أنظار الزبائن. والمنافسة قوية لكن هيلين "22 عاما"تحقق هنا دخلا أعلى بكثير مما يمكن لها أن تحققه في وطنها الفقير. وتقول :سأعود الى اثيوبيا عندما أصبح غنية: فيما تقارن بين دخلها الحالي الذي يصل إلى مئة الف فرنك جيبوتي (563 دولارا)شهريا وبين احتمال الانضمام الى طوابير العاطلين في بلدها اثيوبيا. وتواجه اثيوبيا جارة جيبوتي موجة تفش خطير لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) وفيروس اتش.اي.في المسبب له حيث يقدر عدد الذين يصابون به يوميا بنحو الف شخص، واصيب بالفعل ثلاثة ملايين من اجمالي سكان اثيوبيا البالغ تعدادهم 67 مليون نسمة مما يجعل من هذا البلد الافريقي الفقير واحدا من أكثر البلدان المنكوبة بالوباء. ان انتشار المرض مازال محدودا في جيبوتي مع اصابة 9ر2 في المئة فقط من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاما. وقال الدكتور محمد علي كامل مدير ادارة الوقاية في وزارة الصحة :لن نستطيع السيطرة على الإيدز في جيبوتي ما لم نسيطر عليه في اثيوبيا. ومضى قائلا :عندما يزيد معدل الانتشار عن واحد في المئة فاننا نسميه وباء عاما. ورؤية شاب يموت بسبب الايدز تجربة مروعة. وفي العام الماضي طردت جيبوتي مئة الف مهاجر أغلبهم حرفيون وتسهم اثيوبيا بنحو 60 في المئة من حركة التجارة التي تمر عبر ميناء جيبوتي، والثغرات الكثيرة المنتشرة على الحدود بين البلدين تعني ان ما يقدر بما بين 40 و50 في المئة من المرضى في جيبوتي يأتون من دول مجاورة بحثا عن علاج أفضل. ولزيادة الوعي تقوم وكالات اغاثة مثل (انقذوا الاطفال) وصندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) بنشر معلومات بشأن الإيدز والفيروس المسبب له في أماكن هي اول ما يحتك بها الاثيوبيون في جيبوتي مثل الميناء ومحطات الشاحنات للسائقين الذين يفدون للبلاد. وزادت دراسة لوزارة الصحة في 2002 من قلق حكومة جيبوتي اذ أظهرت ان نحو 6ر5 في المئة ممن هم في الفئة العمرية بين 15 و29 عاما حيث يكون النشاط الجنسي مع اطراف متعددة في ذروته مصابون بالمرض ومن ثم فان عدد المصابين يتصاعد. ويقول مسؤولون ان نحو 90 في المئة من المصابين بفيروس اتش.اي.في المسبب للايدز بجيبوتي البالغ تعداد سكانها حوالي 600 الف نسمة يعيشون في العاصمة او بالقرب منها. ويقول كامل ان الحكومة صارت تركز على الوقاية للحد من انتشار الوباء. ففي مايو 2003 وافق البنك الدولي على منح جيبوتي 12 مليون دولار للمساعدة في منع الرذيلة. وساعد ذلك أيضا في تمكين جميع الوزارات من تطوير برامج لمكافحة الايدز والفيروس المسبب له بالتنسيق مع رئيس الحكومة. وتوزع وزارة الصحة أدوية للعلاج في احد مستشفيات العاصمة فيما تنشر وزارة الاتصالات مقالات مطولة وشعارات لتنبيه الناس الى مخاطر الايدز. ويدرس الخبراء ايضا اثر ختان الاناث على انتشار المرض في جيبوتي. ويقدر عمال الاغاثة ان 95 في المئة من نساء جيبوتي اجريت لهن عمليات ختان الامر الذي يزيد من احتمالات نقل المرض.