لم يكن اكثر السعوديين تشاؤما يتوقع ان يكون منتخبه مهددا بالخروج من كأس اسيا لكرة القدم من الدور الاول لانه يعتبر ان علاقته معها اقوى من ذلك بكثير اذ كان طرفا في المباريات النهائية للدورات الخمس الماضية وتوج بطلا لها ثلاث مرات. وسارت الامور مع المنتخب السعودي خلافا للتوقعات فسقط امام تركمانستان المغمورة في فخ التعادل 2-2، قبل ان يخسر امام اوزبكستان صفر-1، وبات مصيره معلقا بالمباراة الاخيرة ضد نظيره العراقي في 26 الحالي ولا بديل له عن الفوز فيها شرط خسارة تركمانستان او تعادلها مع اوزبكستان لكي يلحق بركب المتأهلين الى ربع النهائي.ورغم الاحداث الكثيرة التي رافقت مشاركة المنتخب السعودي في النهائيات، من اصابات لعدد من ابرز لاعبيه وعدم خوضه اي مباراة ودية مهمة قبل انطلاقها، وضم التشكيلة للعديد من الاسماء الشابة، والهدف الذي اعلنه السعوديون باعداد المنتخب للتأهل الى نهائيات كأس العالم المقبلة في المانيا عام 2006، فان تاريخ الاخضر مع النهائيات الاسيوية جعله مرشحا بارزا لتصدر المجموعة الرابعة وبلوغ دور الثمانية على الاقل. فالبداية الفعلية لمشاركة السعودية في كأس اسيا كانت في الدورة الثامنة في سنغافورة عام 1984 عندما توجت بطلة للمرة الاولى بفوزها على الصين في النهائي، واحتفظت بلقبها في النسخة التالية في قطر بتغلبها هذه المرة على كوريا الجنوبية، وبلغت النهائي في الدورة العاشرة في اليابان عام 1992 لكنها خسرت امام اصحاب الارض في مباراة القمة، واستعادت الكأس في الامارات عام 1996 بفوزها على منتخب الدولة المضيفة في النهائي، قبل ان تفقده مجددا لمصلحة اليابان في لبنان عام 2000. ومنذ عام 1984، يعد المنتخب السعودي من افضل المنتخبات الاسيوية ومن ابرز المرشحين للمنافسة على اللقب الاسيوي، واكد تفوقه ايضا بتأهله ثلاث مرات متتالية الى نهائيات كأس العالم اعوام 1994 و1998 و2002، وحقق في المرة الاولى في الولاياتالمتحدة انجازا بتأهله الى الدور الثاني. وصرح المدرب الهولندي جيرارد فان درليم الذي اكد انه باق في منصبه ما لم يسمع غير ذلك من الاتحاد السعودي، ان الخسارة امام اوزبكستان هي الاولى له مع المنتخب في 23 مباراة قاده فيها.وتعاقد الاتحاد السعودي مع فان درليم بعد خيبة كأس العالم الماضية في كوريا الجنوبيةواليابان خلفا للمحلي ناصر الجوهر، فحقق معه لقب بطل كأس العرب الثامنة في الكويت اواخر 2002، ثم لقب بطل كأس الخليج السادسة عشرة في الكويت اوائل العام الحالي، وقاده الى صدارة مجموعته بعد الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة الى مونديال 2006.ولكن الطموحات السعودية كانت واقعية في المشاركة في الدورة الثالثة عشرة في الصين، وكان صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد كرة القدم واضحا بقوله: لن نحمل اللاعبين فوق طاقتهم رغم ان ثقتنا كبيرة بهم لتقديم مستويات جيدة. وذكر سموه بامجاد المنتخب السعودي في البطولة قائلا: ندخل كأس اسيا وندرك ان الاخضر كان في الطليعة فيها طوال 20 سنة. لكن السجل الرائع لم يشفع للمنتخب السعودي حتى الان وتبقى امامه فرصة واحدة لكي ينتفض ويبدأ من جديد، الا ان المهمة لن تكون سهلة امام العراق لانه يريد ايضا الفوز بالمباراة لانتزاعه البطاقة الثانية للمجموعة الرابعة. ومن خلال المباراتين الاوليين، يتبين ان المنتخب السعودي ليس جاهزا تماما للمشاركة، فتعادله امام تركمانستان التي هزمها بسهولة قبل نحو شهر في تصفيات كأس العالم كشف اخطاء دفاعية قاتلة وثغرات في بناء الهجمات واهدار الفرص، وتأكد ذلك في المباراة الثانية امام اوزبكستان التي افترستها السعودية 5-صفر في نهائيات لبنان. ويمر المنتخب السعودي بمرحلة انتقالية لان عددا كبيرا من لاعبيه يشاركون في كأس اسيا للمرة الاولى كياسر القحطاني وحمد المنتشري ورضا تكر وعبد الرحمن البيشي وغيرهم، وان ضربة الاصابات كانت موجعة خصوصا بالنسبة الى نجمي خط الوسط محمد نور وعبدالله الواكد اللذين اصيبا في معسكر ماليزيا قبل انطلاق البطولة مباشرة. واللافت ان فان درليم اصر على طريقته بعدم اختبار قدرة المنتخب في مباريات ودية امام منتخبات قوية، بل كان يختار دائما فرقا ضعيفة لمواجهتها، فبانت ثغرات كثيرة في المباراتين الاوليين كان يمكن تفاديها. واوضح صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم اننا في مرحلة بناء المنتخب لاعداده لنهائيات كأس العالم في المانيا، لكنه حمل الجهاز الفني للمنتخب مسؤولية الخسارة امام اوزبكستان بقوله: الخسارة جاءت لعدم توفيق الجهاز الفني في توظيف قدرات اللاعبين.لكن سموه اكد ان الحديث عن اقالة فان درليم سابق لاوانه. من لقاء منتخبنا واوزبكستان من لقاء منتخبنا وتركمانستان