منذ دخول القرن ال21 خاصة بعد الانتهاء من حرب العراق, طرأت تغيرات عميقة على كل من التشكيلة الاستراتيجية الدولية والتكوين الحربى وتطورات الاوضاع الامنية فى جميع الدول, ومن اجل ضمان الحصول على زمام المبادرة استراتيجيا فى المنافسات الدولية الحادة, كثفت الدول الرئيسية فى العالم واحدة تلو الاخرى جهودها لتعديل الاستراتيجية العسكرية, وشأن ذلك شأن الفترة الاولى من الحرب الباردة من حيث النطاق والاختبار. بناء على تطورات الاوضاع يتم تعديل الاستراتيجية العسكرية فى الوقت المناسب. ابتداء من عام 2002, قامت الولاياتالمتحدةمرات بالتقييم الشامل لتكوينها الامنى مشيرة الى ان البيئة الامنية الامريكية دخلت الى فترة الخطورة الجديدة. اصبح الجمع بين الارهاب واسلحة الدمار الشامل اكبر تهديد واقعى للولايات المتحدة, اذ قدمت استراتيجية مكافحة الارهاب وتتمثل فى اتخاذ مكافحة الارهاب والدفاع عن سلامة اراضيها نقطة رئيسية والمبادرة بالضرب. بعد حرب العراق, تأكدت روسيا على التهديدات الامنية بصورة متزايدة معربة عن اعتقادها بأنها لا يمكن ان تبعد التهديدات العسكرية المباشرة لأمن روسيا ولا تبعد ايضا احتمال وقوع الصراع الحربى الواسع النطاق والذى له صلة لمصالح امن روسيا فى الحدود الروسية, تحول الارهاب من تهديداته السياسية الى تهديدات سياسية عسكرية, يتواطأ الارهاب المحلى مع الارهاب الدولى وان الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل تعرض روسيا للتهديد الواقعى. لذا فان روسيا اكملت استراتيجية (الكبح الواقعى). وفى اغسطس عام 2003 اصدرت الحكومة اليابانية الكتاب الابيض للدفاع مشيرة الى ان الهجوم بالصواريخ والاسلحة الكيماوية والبيولوجية اصبح تهديدا جديدا لليابان, يجب على قوات الدفاع الذاتى ان تشارك التعاون الدولى فى الامن, كما وضعت ايضا سياسة المبادرة بالضرب لتحول استراتيجية الدفاع الخاص الى استراتيجية مبادرة بالضرب وتسرع بخطوات توجه الشؤون العسكرية نحو الخارج لتقدم استنادا الى تحقيق حلم دولة سياسية كبرى. فى يوم 20 يونيو عام 2003, اجازت الدول الاعضاء للاتحاد الاوروبي مع وزراء الخارجية للدول الاعضاء العشر الاحتياطية بالاجماع اول استراتيجية امن مشترك فى التاريخ الاوروبي كما حددت التهديدات الرئيسية التى يواجهها الاتحاد الاوروبي والاهداف الاستراتيجية, وتظل تدفع بناء تكامل الدفاع. اما الهند فتعزز قدرة القتال لقواتها المسلحة وتطور قوة رادعة بحرية وقوة رادعة نووية لضمان وضعها فى السيطرة على منطقة جنوب اسيا سعيا وراء دولة عسكرية قوية فى العالم. يذكر ان المبادرة بالضرب اصبحت سياسة مرشدة لبعض الدول فى استخدام قواتها المسلحة, وان الاحتواء والقوة الرادعة تظلان سندي الاستراتيجية العسكرية للدول الكبرى, وان الحرب المعلوماتية تتحول تدريجيا الى نقطة اساسية لاستعداد جميع الدول للقيام بالنضال العسكرى. وان تنفيذ تحولات عسكرية يصبح الان سياسة هامة لبناء الجيش لكل دولة فى العالم. كما يلعب ابداع النظريات العسكرية دورا رائدا فى تعديل الاستراتيجية. وان الحرب تجعل جميع الدول فى العالم تدرك بصورة متزايدة قيمة النظريات العسكرية المتقدمة, وتتخذ ابداع النظريات العسكرية رائدا لتعديل استراتيجية الشؤون العسكرية.