في وقت زادت فيه نبرات الدعوة إلى السعودة وفتح المجال في القطاع الخاص لاستقبال وتوظيف الشباب من الجنسين للانخراط في العمل وتشجيعهم على ذلك.. رغم ذلك مازالت بعض الجهات في القطاع الخاص تتفنن في أساليب تطفيش المواطن من العمل من خلال الضغط عليه حتى يترك العمل ومن ثم القاء التهم عليه بأنه غير مستعد للعمل وليس أهلا للوظيفة.. ومن هذه الجهات المستوصفات الخاصة وما تفعله من تسلط وظلم خاصة للفتيات اللائي يعملن كموظفات في الاستقبال فتجد أغلب المستوصفات لا تستقر فيها الموظفة أكثر من شهرين أو ثلاثة وتأتي اخرى بعدها.. ومازالت هذه المستوصفات لا تبالي ولا تجد من يردعها عن ذلك. معادلة صعبة تحدثت (سارة) احدى العاملات في أحد المستوصفات الخاصة لم أحصل على مجموع يؤهلني للدخول للجامعة أو الكلية ونظرا لحاجتي الماسة للعمل لمساعدة و الدي اضطررت للقبول بوظيفة استقبال في المستوصف وعلى فترتين ومعظم وقتي يكون في العمل مما حرمني ممارستي حياتي الطبيعية ومع ذلك مازلت مستمرة في العمل على الرغم من الرواتب المتدنية والحرمان المستمر من الاجازات بالاضافة الى عدم توافر وسائل النقل. وتساءلت سارة: بالله عليكم كيف تستطيع فتاة تتقاضى راتبا يفوق الألف ريال قليلا التوفير والادخار؟ فمصاريف النقل والمعيشة تفوق هذا الرقم.. فما الفائدة من العمل اذا لم أدخر منه شيئا لمساعدة والدي واخوتي الصغار. وتستطرد (سارة): أين العدل والانصاف؟ هل يعقل أن تتحمل فتاة كل هذه الظروف وتجد في نهاية الأمر أنها مدانة فوق راتبها الضئيل؟. وتتساءل: لم لا تحدد ضوابط ومعايير للجهات الخاصة تحمي المواطن من تسلط بعض أصحاب تلك الجهات؟ صعوبة التوفيق (أم بسام) تحدثت بحرقة وقالت انها تكمل دراسة البكالوريوس في احد المعاهد الخاصة وتعمل في أحد المستوصفات فتذكرك انها تحاول جاهدة التوفيق بين الدراسة والعمل وعلى فترتين وتذكر ان الحاجة جعلتها تضطر للعمل من أجل تأمين بعض المصاريف واعالة اخوتها الصغار وتقول (أم بسام) انها اضطرت للعمل على مضض ومرغمة عليه نظرا الى ان والدها لا يعمل، وتقول (أم بسام) انها تحاول جاهدة الاستمرار في الوظيفة على الرغم من قلة المرتب. وتستطرد قائلة: على الرغم من المشاكل والصعاب التي تواجهنا كأنه يزيدنا اصرارا على ذلك والمطالبة بحقوقنا كمواطنات لهن الحق في المطالبة بتوفير حياة كريمة من خلال توفير فرص العمل المناسبة. نظرة أمل وتشاركها (لطيفة) التأكيد على المعاناة فتقول: لم نوفق في الحصول على وظائف حكومية واضطررنا للقبول بالعمل في القطاع الخاص على الرغم من المردود المادي وزيادة وقت الدوام وعدم الاستقرار في العمل ومع ذلك مازال الأمل موجودا في نظرة المسؤولين لحالنا وانصافنا وتقول: لولا الحاجة الماسة لما اضطررنا للعمل في مثل هذه الظروف وما يزيد المعاناة أكثر هي نظرة المجتمع لهذه المهنة، فتلاحظ على كل من عمل بهذه الوظيفة التضايق والهمز واللمز والقدح فينا والتحجج بمخالطة الرجال على الرغم من حرصنا على التقيد بالزي المحتشم واحترام انفسنا فماذا يريدون منا؟ هل نظل عالة على أهلنا أو هل وجدنا وظائف غير هذه ورفضناها؟ ومع ذلك نحن نعمل ونكدح ونتحمل الصعاب من أجل توفير لقمة العيش لنا. وكلنا أمل بإذن الله في المسؤولين لتحسين أوضاعنا والنظر الينا بعين الرحمة. انعدام الثقة (أم يزيد) أيضا تشرح معاناتها ولكن من جانب آخر حيث ذكرت ان اصعب الاشياء عليها عدم احترام المسؤولين في العمل لنا ووضع أجهزة للتنصت علينا مما يدل على عدم الثقة المتبادلة بين المسؤول والموظف الأمر الذي يحبط من عزيمتنا ويولد عدم الاحترام بين الطرفين علما بأن هذا الاسلوب يدل على النظرة الدونية للمرأة العاملة من المجتمع وعدم الثقة فيها. وتستطرد أم يزيد قائلة: على الرغم من الرواتب الضئيلة وعدم توافر وسائل النقل والنظرة الجارحة من المجتمع المحيط بنا.. فمازلنا نكافح من أجل توفير لقمة العيش. فالراتب لا يكاد يكفي الموظفة كمصروف شخصي وهي التي دخلت سلك العمل لمساعدة أهلها فالسائق يريد والتأمينات تريد والمصاريف بازدياد والمبلغ أقل من القليل ولا يكاد يسد الرمق فمتى ننصف بتحديد سقف للرواتب حتى نستطيع الاستمرار والتغلب على مصاعب الحياة ومتطلباتها التي تزيد كل ساعة.