تعاني نسبة بارزة من موظفات الاستقبال في المستشفيات الخاصة، من تغييب حقوقهن المادية والمعنوية «المناسبة»، ومن ساعات العمل الطويلة التي يقضينها في سبيل سد لقمة العيش، نتيجة ظروفهن المادية الضعيفة، التي تضطرهن لقبول العمل رغم تدني مستوى الرواتب ومؤهلاتهن الجامعية. وتقول سهى محمد، موظفة استقبال في أحد المستوصفات الخاصة: «قدمت أوراقي، وتم قبولي لإجادتي الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية. ورغم تدني الراتب البالغ 1800 ريال، إلا أني قبلت لتحسين ظروفي المادية الصعبة، حيث إني أعول أسرة وأتكفل بحاجياتها، على العلم أني خريجة جامعية، ولا أزال في انتظار تعييني من قبل ديوان الخدمة المدنية»، مبينة أنه لم يتم زيادة راتبها إلا بعد محاولات وطلبات عدة، وزيادة ساعاتها في العمل، ليصل ما تتقاضاه من راتب إلى 2000 ريال. وأشارت سهى إلى أن عملها لا يقتصر على مهام استقبال وتسجيل المراجعين فقط، فهي تعمل على توفير ما يحتاجه الكادر الطبي من مستلزمات غذائية، وما إلى ذلك. ضغط مديري العمل وأشارت موظفة الاستقبال أحلام علي، إلى مدى الضغط الذي يُمارس عليها ومثيلاتها من قبل المديرين، و»الاضطهاد الذي قد يصل لعدم السماح لهن بأداء الصلاة، في حال عدم وجود بديل يقف في أماكنهن، وافتعال المشكلات بهدف التطفيش من العمل»، منوِّهة إلى أنه تم قبولهن في هذه الوظيفة كنتيجة لقرار السعودة ونطاق الشركات، وبالفرض المجبر عليهم مارسوا أسوأ أنواع التعامل مع الموظفات. فيما تتابع أختها فاطمة: « قمنا بالاتصال على مدير مكتب العمل، ورفعنا له شكوانا، وشرح ما نعانيه من تعنت من قبل مدير المستشفى، فوعدنا أنه سيرسل «فاكس»، وسيعمل على حفظ حقوقنا، بيد أنه لم يتغير شيئ من حينها، ومازلنا نأمل به خير». هضم للحقوق وبيّنت أشجان حمد أنها سجلت في تنمية الموارد البشرية بموجب عملها، إلا أنها علمت لاحقاً أنه لابد أن ترفع اسمها ل»التأمينات الاجتماعية»، ليتم حسابها من قبل جهتين، إلا أنه رُفض رفع حسابها رغم شتى محاولاتها معهم، وعبّرت بغضب: «المستشفيات الخاصة هضمت حقوقنا». من جانبها، تأمل موظفة الاستقبال إيمان إيصال شكواها عن طريق «الشرق»، حيث عملت قرابة السنتين بإخلاص وجد، حسب قولها، وحسم منها ما يقارب نصف راتبها؛ لتغيبها نتيجة ظروف حرجة لمرض أمها، وقالت: «لم تشفع لي أيام المثابرة والتفاني، حين اضطررت للوقوف بجانب أمي المريضة».