سئل رسول الله صلى عليه الله وسلم من أكرم الناس؟ قال (اتقاهم) قالوا ليس عن هذا نسألك قال: فأكرم الناس (يوسف نبي الله, ابن خليل الله) قالوا: ليس عن هذا نسألك, قال فعن معادن العرب تسألونني؟( الناس معادن, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) وفي كتابنا الكريم (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات) وفي الأمثال (الناس معادن فمنهم الرخيص ومنهم النفيس ومنهم الكريم ومنهم من له بريق الماس وصلابة الحديد). ولا علاقة لنفاسة معادن الناس بالنسب أو بالحسب وإنما بقربهم من الله أولا ثم بحسن الخلق ومعاملة الناس والدين المعاملة, والمعاملة تعتمد على نوعية من تجده في الشدة بناء على نوعية وقيمة معدنه الذي لا يتغير ويبقى على الحالة التي فطر عليها كالذهب مثلا ثم تأتي درجة أخرى تمثل الألمنيوم في التحمل وسعة الصدر, أما ما يؤسف فهو التدرج من حيث الجودة كالمعادن الأخرى الأقل منفعة حتى تصل إلى الحالة الغازية الخاملة الضبابية عديمة الفائدة مع الأسف الشديد. وهذه الحالة في نظري إن لم تنفع فلا يجب أن تضر والسبب إن الناس الذين خلقوا من طينة واحدة لا يتمتعون بصفات واحدة كما أن دور التربية وأسلوبها يطبع شخصية الإنسان ويضع بصمته عليها فيخلق مساحات جديدة من الاختلافات بين طبائع الناس وهكذا تمتلئ الحياة بنماذج مختلفة, وقد يجمع بعض الناس خليطا من المعادن في داخله. أعجبتني هذه المقولة لاليزابث روس (الناس كالنوافذ ذات الزجاج الملون تتلألأ وتشع في النهار وعندما يحل الظلام يظهر جمالها الحقيقي يظهر فقط إذا كان هناك ضوء من الداخل) بالفعل أرجو أن يعرف الإنسان حقيقة معدنه ويحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه فقد يكون يحمل الجواهر الثمينة وهو لا يعرف. نظافة جوهر الإنسان من الداخل أهم, وبجلسة مع الذات وبأمانة مع النفس يستطيع أن يجد نفسه في نفسه ويعيد تقييمها فينفع نفسه أولا ثم ينفع غيره ولا يضر.