يقول المدرس الاسلامي السابق انه والآلاف من أتباعه يريدون تخليص بنجلادش من رجال العصابات والمتمردين اليساريين المتعطشين للدماء الا ان السلطات تقول انه متعصب خطير. وفي غضون أشهر قليلة بات اسم الشاب المسلم الملتحي بنجلا بهي والذي يعني (شقيق شعب بنجلادش) من أكثر الاسماء ترددا في البلاد ويقول البعض انه كان من أتباع أسامة بن لادن في أفغانستان. في بداية الامر كان بنجلا بهي وأتباعه موضع ترحيب ودعم الشرطة التي عجزت على مدى عقود عن استئصال خطر المتمردين، الا انها سرعان ما أدركت ان الرجل وهو في اوائل الثلاثينات من العمر صار يمثل خطرا بعد أن أضحى خارج السيطرة. وقال ضابط شرطة في شمال البلاد (في الواقع لا نعرف ماذا نفعل معه. انه يتمتع بقوة فيما يبدو ويحظى ببعض الدعم السياسي أيضا. ويعتبره كثير من الناس مصدر خلاص لهم). وكانت جماعات المتمردين اليساريين مثل حزب بوربا بنجلار الشيوعي وحزب سارباهارا أي (المعدمين) تصور نفسها على أنها تناضل من أجل المظلومين لكنها عمدت في الواقع الى النهب والاغارة على مراكز الشرطة للاستيلاء على الاسلحة،وقتلت هذه الجماعات المئات منذ الثمانينات كما تقول الشرطة. ومما ساهم في صعود نجم بنجلا بهي الاحباط من ممارسات المتمردين وعجز الشرطة عن التصدي لهم. واضاف روبايت فردوس أستاذ الاتصال الجماهيري والصحافة في جامعة داكا الفشل في الحفاظ على القانون والنظام اضافة الى الفقر والتوزيع غير العادل للسلطة هي الاسباب الرئيسية وراء صعوده. وقال مسؤول سابق في الشرطة ان البعض رأى أيضا في ممارسات بنجلا بهي تحقيقا لما اعتبروه عدالة سريعة. واكد مصباح الدين مفتش الشرطة العام السابق يريد الضحايا القصاص الفوري. انهم لا يحبون الجري وراء القانون الذي يتحرك ببطء شديد ولا يعد بجزاء مناسب. وولد بنجلا بهي المعروف بوده البالغ في منطقة بوجرا في الشمال. وتقول الشرطة ان اسمه الاصلي صديق الاسلام. وكان بهي رجل دين ومدرسا بمعهد ديني قبل أن يتزعم حركة اسلامية لها الاف الاتباع والانصار المستعدين للتضحية بأرواحهم باشارة منه. وتحمل جماعته اسم جاجراتا مسلم جاناتا أو الشعب المسلم الواعي ويجوب عناصرها المسلحون بالبنادق والسيوف الريف حيث يجتاحون المنازل والاسواق لجمع الاموال والغذاء ويثيرون الفزع في قلوب السكان على حد وصف الوكالة. وفي الآونة الاخيرة قال هاري توماس السفير الامريكي لدى بنجلادش للصحفيين البعض يظن ان بنجلا بهي هو روبين هود لكني أعتقد أنه ليس في الواقع سوى ارهابي على حد قوله. وتقول الشرطة انه رغم أن رجاله قتلوا خمسة فقط وخطفوا نحو عشرة فانهم أرسوا عهدا من الارهاب وعذبوا رجالا ونساء في قرية بعد الاخرى. وقال صحفي يتعقب بنجلا بهي انه كابوس حي لكل من يراه او يرى رجاله. انهم بلا شفقة أو رحمة. وقد أمرت رئيسة الوزراء البيجوم خالدة ضياء الشرطة بالقبض عليه الا ان الشرطة تقول انها لا تستطيع العثور عليه. ويعتقد بعض المحللين ان بعض اصحاب النفوذ السياسي يقدمون له يد العون ويحولون دون اعتقاله. وقبل أن يختفي في الآونة الاخيرة قال بهي للصحفيين انه عمل في افغانستان مع تنظيم القاعدة. من جانبهم قال بعض الصحفيين ان بنجلا بهي كان احد 40 مواطنا من بنجلادش تعاونوا مع ابن لادن زعيم القاعدة وانه يستخدم الآن شرائط فيديو من القاعدة لتدريب اتباعه. وفي الآونة الاخيرة نظم الآلاف من انصاره مظاهرة غير مسبوقة في راجشاهي التي تقع على بعد 275 كيلومترا شمال غربي العاصمة داكا وتعهدوا بالعمل على تطهير بنجلادش من كل الذين يعملون في الخفاء. واشار شهود ان الشرطة وقفت على مقربة دون ان تحرك ساكنا.