تبدو أسواق المال العالمية وكأنها بدأت مرحلة من الترقب قد توصلها، إذا ما استمرت، إلى حال من الركود تصل في أقل تقدير إلى بدايات شهر أغسطس المقبل ستتأرجح في خلالها، ومن دون اهتزازات. ويذهب المحللون الاقتصاديون إلى أن ينصحوا المستثمرين بأن يأخذوا عطلتهم حتى أواخر الشهر الحالي، ويطمئنوا. فلن يفوتهم الكثير.فصحيح أن بيانات الدخل الأمريكية للربع الثاني من السنة ستصدر الأسبوع المقبل ويتوقع أن تحمل شيئا من الإيجابية، إلا أنها لن تبعث الحياة في الأسواق الأمريكية والتي سينعكس هدوؤها على الأسواق العالمية. يقول لاري واتشل المحلل الاقتصادي في واكوفيا سكيوريتي: أرقام بيانات الدخل مهما كانت مرتفعة لن تلهب أي حماس. فلقد تعلم المستثمرون بعد الخيبات المستمرة منذ بداية السنة أن يكبحوا حماسهم ولا يتوقعوا الكثير. والى ذلك هناك إشارات لا يخطئها المستثمر، ومنها أن التوظيفات في شهر يونيو كانت أقل من توقعات الاقتصاديين، وأن مبيعات المتاجر كانت منخفضة. ومن دون أن ننسى القلق والخوف من الأعمال الإرهابية، وارتفاع نسب الفائدة، والانتخابات الرئاسية المقبلة، كل هذه العوامل تخيم على الأجواء الاستثمارية بقوة. ولن تنتعش هذه الأجواء قبل ظهور بوادر حول الاتجاه الذي تسير فيه الانتخابات. أما الأسهم الأوروبية فلقد أغلقت أسبوع التداول مستقرة، مدعومة بمكاسب أسهم شركات النفط. فيما قفزت أسهم شركة ساب عملاق صناعة برامج الكمبيوتر بنسبة 3.4 في المائة بعد أن ترددت توقعات بنمو قوي لإيراداتها.وساعد على استقرار الأسواق الأوروبية مكاسب الأسهم الأمريكية في وول ستريت بعد أن قدم عملاق الصناعة الأمريكية جنرال الكتريك توقعات متفائلة. الخسارة الأكبر كانت لأسهم شركة لوريال الفرنسية اكبر مصنع لمستحضرات التجميل في العالم بعد أن أعلنت بيانات المبيعات توقعات أقل. وهبط سهم الشركة بنسبة 4.4 في المائة. وذكر تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مؤشر الإنذار المبكر في شهر مايو أن التوقعات الاقتصادية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تدهورت باستثناء كندا. وقالت المنظمة في بيان إن مؤشرات شهر مايو تدل على ضعف الأداء في جميع أعضاء مجموعة السبع باستثناء كندا. وأضاف التقرير أن مؤشر فترة الستة أشهر يشهد انخفاضا في جميع الدول الأعضاء بالمجموعة باستثناء كندا منذ فترات تختلف من دولة لأخرى وتتراوح بين ثلاثة وسبعة أشهر. 3وتراجع المؤشر لكل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي بنسبة 0.1 في المائة في مايو عن الشهر السابق كما أن المعدل الخاص بفترة ستة أشهر ظل منخفضا للشهر الرابع على التوالي.