يقول العرب ان الغلام اذا بلغ عشرا قد رمى وفى العشرين قد لوى وفى الثلاثين قد غوى والأربعين قد استوى وفى الخمسين قد حري أى صار حريا ان يظهر فضله للآخرين.. وكثيرا ما يظن الناس ان وصول الرجل الى سن الخمسين يعنى انه فقد عطاءه واهميته في المجتمع ولم يعد قادرا على الإنتاج أو الاجتماعية ولكن العكس هو الصحيح. فمرحلة الخمسينات هى المرحلة الذهبية كما يطلق عليها الاستشاري النفسي والاجتماعي الدكتور ابراهيم العلى، الذي قال: إن هناك فرقا بين العمر بمعناه العددي ومعناه النفسى فثمة أشخاص فى الثلاثين من العمر ولكننا نحسبهم فى السبعين وآخرون فى الستين من العمر ولكن من يراهم يظنهم فى الأربعين، وأضاف ان عمر الإنسان هو مايعتقده الإنسان عن نفسه وهو ما يحدد نظرته الى الحياة مشيرا الى ان الخمسين هى افضل مرحلة فى عمر الإنسان من حيث الخبرات المتراكمة فى الحياة الاجتماعية والعملية وهى ذروة الإنجاز فى شتى مجالات الحياة، مؤكدا إن هذا العمر هو بداية لمرحلة عمرية جميلة خاصة بعد مرحلة التقاعد حيث يملك رصيدا من الإبداع والخبرة والحماس الذى لا ينضب لذا نجد ان معظم المتقاعدين من العمل الحكومي قد انخرطوا فى أعمال تجارية خاصة يكملون من خلالها مسيرة العطاء والإنتاج التي بدأوها فى شبابهم. وقال انه من الخطأ الجسيم ان يتقاعد الرجل فى هذا العمر ويجلس في بيته لان ذلك من شأنه ان يدخله في حالة من الملل والحياة الرتيبة الأمر الذي يجعله عرضة للاصابة بالاكتئاب. ودعا الى الإعداد لتلك المرحلة فى حياة الإنسان قبل تقاعده بسنة استعدادا لمرحلة مابعد التقاعد مشيرا الى ان السعادة فى هذه المرحلة العمرية ترتبط بالصحة والدخل والعلاقات الاجتماعية والتدين. واضاف ان الصحة تحتاج الى ممارسة الرياضة فهي تولد شعورا بالهناء والصفاء الذهنى من خلال تأثيراتها الفسيولوجية كما ان العلاقات الاجتماعية تكون فى ذروتها بالنسبة لعمر الخمسين حيث انها تتنوع بين صداقات قديمة وممتدة لسنوات طويلة وعلاقات الرجل مع ابنائه واحفاده واقاربه.. وأكد العلي اهمية تكوين الصداقات فى هذا العمر لانها تعطى الثقة والحب والطمانينة لدى الانسان وتشعره بالمشاركة الحقيقية وهى الطريق الى صحة جيدة فى مشواره الحياتى. وقال: ان التقدم بالعمر لا يعني العجز او التوقف عن العطاء انما يعنى المشاركة الايجابية الفاعلة فى الحياة العامة مضيفا ان تلك المشاركة فى تكليف لايسقط الا فى حالة عدم الاستطاعة والقدرة.