لم اكن في يوم من الايام تاجرا ولا اظن انني سأكون كذلك لان التجارة تحتاج الى (فهلوة) كما يقولون والى حظ (يفلق الصخر) والى رأس مال (راهي) وكل هذه ولله الحمد افتقدها ومهما حاولت (وقد فشلت) فلن يكون لي من التجارة الا الخيبة والندامة والشكاوي لتحصيل الديون التي علي تسديدها والا فان السجون فاتحة ابوابها تنتظر مقدمي الكريم ولانني اخاف من حقوق الناس بشكل لا يمكن تصديقه لانها لا تفارق صاحبها في كل الاوقات صباحا ومساء وعلى سفرة الطعام ومع كل الوجبات وهي التي تؤرق صاحبها في منامه فلا يغمض له جفن, يفكر ماذا عساه ان يفعل حتى يخرج من ورطة الدين فبالله كيف لي بعد هذا ان افكر في التجارة والتي انكسر حظي معها ولن ينجبر والمثل يقول: (اعطني وقية حظ ولاتعطني قنطار ذهب) وقد خسرت الحظ والذهب ومع كل هذا فان الله سبحانه وتعالى استجاب دعوة والدتي رحمها الله بأن يعطيني الجاه والقبول عند عباده فأعطاني ذلك واغلق في وجهي باب التجارة وحمدت الله كثيرا على انني كذلك وبالذات مع الانظمة العمالية الجديدة التي تستهدف القضاء على البطالة وسعودة الوظائف والقضاء على اصحاب رؤوس الاموال الصغيرة في المشاريع الصغيرة خصوصا الذين بدأوا في تأسيسها واستدانوا اموالا كثيرة وانجزوا جميع التجهيزات ولم يبق لهم الا استقدام العمالة الرخيصة التي تناسب هذه المشاريع الصغيرة مثل البوفيهات او المطاعم او الورش او البقالات وغيرها ثم فوجئوا بأن استقدام العمالة مثل هذه المشاريع ممنوع الا اذا كانت لديهم مشاريع ذات رأس مال كبير تستوعب عشرة عمال فأكثر حتى يزيد دخلهم كثيرا. والخطاب موجه لمعالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي وهو الرجل المؤتمن والقيادي والاداري ورجل القانون الناجح ورجل الانسانية ورجل التنمية الصناعية والرجل الذي احتوى ويحتوي قلبه حب هذا الوطن وسكان هذا الوطن ومشاريع واقتصاد الوطن منذ ان خطط بتوجيه من ولاة الامر حفظهم الله الى انشاء الهيئة الملكية بالجبيل وينبع الى الصناعة والكهرباء والصحة والمياه الى ان جاء منقذا في وزارة العمل والعمال جاء منقذا للمواطن العاطل وتصحيح اوضاع العمالة السائبة والمؤسسات الوهمية ولكن نريد من معاليه ان ينظر الى اصحاب المؤسسات الصغيرة والفردية نظرة الدكتور غازي القصيبي الذي عرفناه قبل عشرين عاما يقيل عثرة المتعثرين ويقضي حاجة المحتاجين ويداوي جراح المكلومين ويضيء المنازل المظلمة ويروي عطش الظمآنين نريدمنه ان ينظر الى اصحاب المؤسسات الصغيرة الذين اغرقوا بالديون ولم يستطيعوا تشغيل مؤسساتهم فاصبحوا يخسرون الايجارات التي دفعوها ولايوفون بتسديد التزاماتهم المالية لتعطل مشاريعهم وقطع ارزاقهم بسبب عدم تمكينهم من استقدام العمالة التي يحتاجونها والتي يقل عددها عن عشرة عمال. ** مستشار الادارة الصحية بصحة الشرقية سابقا