مجموعة اطفال مكومون بالتساوي على جانبي الاستديو.. محرم عليهم الحركة أو التنفس! مأمورون بالتصفيق مع كل نسمة هواء، مذيعة في الغالب تقف وسط هذا الجمع بابتسامة متكلفة تعطي انطباعا واحدا (طريق الألف مشكلة .. يبدأ بطفل)!! لو أغلقت عينيك وأرهفت سمعك فقط فسوف لن تسمع سوى صوتها طوال وقت البرنامج!! يتخلل هذا تمتمات خافتة تجيب بخوف وتردد على الأسئلة المحنطة!:( اسمك يا شاطر؟ عندك أنشودة؟تروح المدرسة؟؟ ايش تحب تقول لماما وبابا؟؟...!!!!!!)! الفواصل عبارة عن أهازيج مسجلة يجري فيها تصوير عدة صغيرات ينشدن بينما يقمن بحركات إيمائية (بدائية) وكأنهن يسبحن في الهواء!.. من فضول القول أن أذكر أن الحركات المصاحبة لادخل لها بفحوى الأهزوجة لا من قريب ولا من بعيد! بل هي إيماءات توارثتها فتيات هذه البرامج عبر الأجيال! تعكس ضعفا (مزمنا) في مستوى الإعداد والإخراج!، هذه صورة مختصرة لبرامج الأطفال في التلفزيون السعودي والتي لازالت حتى هذه اللحظة تطل بين الفينة والأخرى.. لولا أن من الله علينا بظهور الكابتن! نحن حقا مدينون للكابتن المتألق (صالح العريض) وكل من يسانده في فريق عمل البرنامج التلفزيوني (مواهب وأفكار) الذي أبهجتنا إطلالته الأصيلة والمبتكرة على مر سنوات من العطاء.. لإخراجهم الطفل السعودي - المغلوب على أمره - من هذه الدائرة الرتيبة المثيرة للشفقة والتندر على حد سواء! والتحليق به في سماء العفوية الظريفة.. والبراءة الآسرة.. والحيوية الشائقة! عبر أنشطة وأفكار تجمع ما بين المتعة والفائدة وأقل ما توصف به أن نقول: متميزة! الكابتن صالح أثبت بجدارة من خلال هذا البرنامج.. أن أطفالنا لا تنقصهم سرعة البديهة ولا الذكاء الفطري ولا الحماس ولا المرونة في التفاعل ولا خفة الظل ولا القدرة على الانسجام الجماعي، وأن المشكلة في برامج الأطفال الأخرى كانت في (تحجر) عقول معديها ومخرجيها و (ترهل) شخصية مقدميها! إن يكن الكابتن القدير قد سد ثغرا في البرامج التفاعلية الحركية المعدة للطفل.. جعلته يتفوق ليس على مستوى بلادنا فقط.. بل عربيا أيضا وبلا منازع! فمتى نرى مبدعين خرين يقدمون برامج تتناسب وفكر وتطلعات الشريحة الشبابية فيما بين (15-22 عاما) تلك الشريحة المهملة بكل المقاييس! وليست مساحة في التلفزيون هي أولها فضلا عن أن تكون آخرها!؟؟؟ بل متى يظهر معدون متميزون ومقدمون مؤهلون للبرامج التلفزيونية الموجهة للكبار!! تنتشلهم من قعر السؤال التقليدي.. (ماهو شعورك تجاه كذا...!؟) وإجابته الأزلية:(شعوري شعور أي مواطن.. سعودي)!!