قررت ادارة المستوطنين الصهاينة في الاراضي العربية المحتلة عام 1967 اطلاق حملة تواقيع لمعارضة خطة الانسحاب من غزة التي يدعيها رئيس الوزراء ارييل شارون. وجاء في النص الذي يحمل اسم عريضة الامل وسيوجه الى الكنيست، لقد انتخبناكم لضمان الامن وليس للهروب، لاعطائنا الايمان وليس اليأس. كما قررت ادارة المستوطنين في اطار حملتها الرامية الى افشال خطة الانسحاب من قطاع غزة تنظيم سلسلة بشرية من مستوطنة غوش قطيف جنوب قطاع غزة حتى حائط المبكى في القدس في نهاية الشهر الجاري. وقد اتخذت حكومة شارون مطلع يونيو القرار المبدئي باجلاء قطاع غزة والمستوطنات ال 21 الموجودة فيه حيث يعيش نحو 7500 مستوطن اضافة الى اربع مستوطنات معزولة شمال الضفة الغربية. وكان المستوطنون نفذوا عملية مماثلة لدى اعضاء حزب الليكود برئاسة شارون عشية الاستفتاء الذي نظمه شارون في الثاني من مايو داخل الحزب حول الانسحاب من غزة وباء بفشل كبير رغم دعم الرئيس جورج بوش المعلن لهذه الخطة. وقد أفلت شارون الذي فقد الغالبية البرلمانية منذ تبنت حكومته في مطلع حزيران يونيو خطته للفصل مع الفلسطينيين، امس من ست مذكرات لحجب الثقة عن حكومته وبينها، للمرة الثانية، مذكرة تقدم بها حزب العمل. حيث رد الكنيست الاسرائيلي مذكرة حزب العمل المعارض المتعلقة بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة بغالبية 56 صوتا مقابل 54 وامتناع 4 عن التصويت. وكان حزب العمل ورئيسه شيمون بيريز حملا اخيرا على سياسة وزير المالية بنيامين نتانياهو والتي وصفها بيريز بانها راسمالية فظة. ورد البرلمان بغالبية 59 صوتا مقابل 54 صوتا وامتناع اربعة نواب عن التصويت مذكرة ثانية لحجب الثقة عن حكومة شارون قدمها حزب اليهودية الموحدة للتوراة احتجاجا على نقص تمويل خدمات العبادة. وتم رفض مذكرة قدمها حزب ياحد العلماني اليساري احتجاجا على السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة بغالبية 54 صوتا مقابل 46 صوتا وامتناع عشرة نواب عن التصويت عليها. كما وجهت مذكرة قدمتها اللائحة العربية الموحدة حول السياسة الاقتصادية والاجتماعية برفض 56 صوتا وحصلت على تاييد 45 صوتا وامتنع نائبان عن التصويت. ورفض الكنيست باغلبية 56 صوتا معارضا و56 صوتا مؤيدا وبدون اي امتناع عن التصويت مذكرة تتعلق بالمسألة نفسها قدمتها بصورة مشتركة كتلة شعب واحد البرلمانية وحزب شاس الديني المتطرف. وقدم حزب الوحدة الوطنية اليميني المتطرف مذكرة سادسة احتجاجا على السياسة الامنية للحكومة تم رفضها بغالبية 56 صوتا مقابل 26 صوتا وامتناع 31 نائبا عن التصويت. ومنذ تبنت الحكومة خطته للانسحاب من قطاع غزة، فقد شارون الغالبية ولم يعد يحظى الا بدعم 59 نائبا في الكنيست. اما اعضاء حزب العمل الذين يدعمون خطته، فقد وفروا له الامان داخل الكنيست مما سمح له بالافلات من عدة مذكرات لحجب الثقة. وانطلاقا من ذلك، اثار المقربون من شارون بصورة علنية احتمال انضمام حزب العمل الى الحكومة.