يقدر العدد الاجمالي لطلبة مؤسسات التعليم الجامعي والعالي وشبه الجامعي بنين وبنات في المملكة العربية السعودية حوالي ثلاثمائة وخمسين الف طالب على اقل تقدير.. ويعتبر الاقبال المتزايد على ارتياد المكتبات الجامعية.. مؤشرا على نضج التعليم الجامعي.. ووصول الطالب الى مستوى من الوعي البحثي.. وتقدم مهارات البحث العلمي لديه.. غير ان الواقع يوضح تدني الاقبال لدى الطلبة والأساتذة على ارتياد المكتبات التقليدية في الجامعات السعودية.. فلقد عايشت هذا الواقع في جامعة الملك سعود حينما كنت أعمل أمينا في مكتباتها.. وفي جامعة الملك فيصل حينما كنت عميدا لشؤون مكتباتها.. فشهية القراءة ضعيفة لدى منسوبي الجامعات السعودية.. على عكس الواقع في الجامعات الأمريكية والغربية.. ويعزى سبب ذلك الى ضعف برامج القراءة في مدارس التعليم العام.. وعدم تعزيز الاتجاهات البحثية فيها.. وعدم الاهتمام بتنمية مهارات القراءة لدى التلاميذ.. وعدم توفير الكتب المناسبة لميول الطلبة في المدارس.. يضاف الى ذلك عدم اهتمام غالبية الأسر في المجتمع السعودي بترسيخ حب القراءة في نفوس أبنائها منذ الطفولة.. الأمر الذي يؤدي الى انصراف الطلبة في الجامعات عن ارتياد المكتبات.. وعدم الرغبة في البحث العلمي العميق.. فردهات المكتبات تكاد تكون خاوية خالية من الرواد.. ومحصلة كل ذلك.. سطحية المعرفة والثقافة لدى الخريجين الجامعيين.. باستثناء القليل منهم. ومن الحلول المقترحة تبني مؤسسات التعليم مافوق الثانوية العامة.. برامج تحضيرية للمقبولين لديها تتضمن مقررات للقراءة وتقنياتها.. ومقررات لرفع قدرات ومهارات الطالب التي تمكنه من اجراء البحث العلمي.. والتنسيق بين المؤسسات الجامعية ووزارة التربية والتعليم لتطوير برامج القراءة والبحث في الصفوف الابتدائية حتى الثانوية. ويأتي استخدام الحاسب الآلي والانترنت وتخزين المعلومات فيها من أنجع الوسائل التي تتيح لمنسوبي الجامعات وغيرهم فرصة الاستفادة منها في مجال البحث العلمي والاطلاع والتثقيف الذاتي.. دون الحاجة الى الذهاب الى مقر المكتبة الجامعية.. اذا توافر الحاسب الشخصي في المنزل..غير انه لا غنى عن تنفيذ الحلول المقترحة في هذا اللقاء.. والتي بدونها تظل المشكلة قائمة. سيما وان مكتبات الجامعات السعودية لها مواقع على شبكة المعلومات العلمية (الانترنت) كماجاء في البحث العلمي الذي اعده (الدكتور راشد بن سعيد الزهراني) ونشرته مجلة: (الادارة العامة) بمعهد الادارة العامة بالرياض.. اصدار شهر محرم 1425ه/ مارس 2004م وهو بعنوان (مواقع المكتبات الجامعية على شبكة الانترنت، تقييم للواقع والخدمات) ويلقي هذا البحث الضوء على الخدمات الفعلية الممارسة في المكتبات الجامعية السعودية والمقدمة لمستخدميها عن طريق شبكة الانترنت كهدف مهم من أهدافها.. وقد شمل البحث كلا من الجامعات السعودية التالية: جامعة الملك فيصل، جامعة الملك سعود، جامعة أم القرى، جامعة الملك فهد، وجامعة الملك عبدالعزيز.. وتوضح معلومات البحث في الجدول: (1) ص (202) ان هذه الجامعات تقتني في مكتباتها الأوعية المعرفية المكتوبة من كتب ودوريات وغيرها فضلا عن قواعد المعلومات.. وتنفرد جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بوجود الكتب الالكترونية التي يبلغ عددها 15976 كتابا.. أما بالنسبة للدوريات الالكترونية.. فإنها توجد في جامعة الملك فهد بالظهران.. وبجامعة الملك عبدالعزيز عن طريق أربع قواعد للمعلومات. أما وسائل الاتصال المتاحة للمستخدم على موقع المكتبة فهي: التبريد الالكتروني في الجامعات المذكورة. والاتصال الهاتفي في اربع عدا جامعة الملك فهد.. وعن طريق الفاكس في جامعة ام القرى فقط.. وعن طريق النماذج التفاعلية في كل من جامعة الفيصل وجامعة الملك فهد. ويخلص الباحث الى ان مواقع المكتبات الجامعية السعودية قادرة على تقديم خدمات معلوماتية متنوعة لجمهور أكبر من المستفيدين.. ولكن هذه الدراسة لم تتطرق الى موضوع تدريب العاملين في هذه المكتبات على كيفية التعامل في ظل البيئة الالكترونية والتخاطب مع المستفيدين بواسطة وسائل الاتصال الالكترونية التي اشارت اليها هذه الدراسة. واقترح الباحث على المكتبات الجامعية السعودية التعاون فيما بينها من خلال تبادل الخبرات. ومن الجدير بالقول ان الحاجة ملحة الى اجراء تقييم حديث للمكتبات الجامعية السعودية ومدى الاقبال على الاستفادة منها من قبل منسوبي الجامعات من اساتذة وطلبة وباحثين وغيرهم من المستفيدين من خارجها سواء بارتيادها في اماكنها او بارتياد مواقعها على شبكة الانترنت حتى تتضح معوقات الاستفادة منها.. واسباب قلة الاقبال عليها.. والتي يتوقع ان تكون اسبابا ذاتية نتيجة الخلفية التعليمية للمستفيدين.. او اسبابا تتعلق بعدم توافر المعلومات المطلوبة من قبل المستفيدين.. او تتعلق بالأمور الفنية والتقنية.. هذه الأمور توفر مجالات للبحث العلمي امام الاكاديميين والباحثين والطلبة من الجنسين.. والله ولي التوفيق.