اشارت التقارير الصادرة من منظمة الصحة العالمية عن وجود اكثر من اثنين واربعين مليون اصابة بمرض الايدز في العالم وان اكثر من 28 مليون شخص قد قضوا منه كما يتعرض اكثر من ستة آلاف طفل وشاب بعمر 14 - 24 عاما يوميا في العالم للاصابة بالايدز ومعظمهم من الفتيات. ويتزايد عدد الاطفال الذين يولودن وهم يحملون فيروس المرض وبالتالي فان من المتوقع ان يصبح ملايين الاطفال من غير المصابين ايتاما لوفاة احد الوالدين المصابين او كليهما ويقدر عددهم حاليا بأكثر من 13 مليون يتيم. واكد الدكتور توفيق احمد خوجة مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ل(اليوم) عقب الاجتماع الذي عقد أول أمس برعاية وزيرة الصحة بمملكة البحرين الدكتورة ندى عباس حفاظ وبحضور الاستاذ ستيفان نوما الممثل الاقليمي لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونسيف) والاستاذ خال علوش الممثل المقيم لصندوق الأممالمتحدة الإنمائي بمملكة البحرين.. ان مشكلة الإيدز وسعة انتشاره ليستا مسئولية جهة واحدة او قطاع معين او افراد بعينهم بل ان المشكلة هي مشكلة عامة تتناول مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية. واوضح خوجة ان الوسيلة الأكثر نجاحا للحد من انتشار هذا المرض هي نشر المعرفة بطبيعة المرض وسبل انتقاله وانتشاره والتعريف بوسائل الوقاية منه مؤكدا ان الجهة بمفردها لن تتمكن كما اثبتت السنوات المنصرمة قدرتها على الحد من انتشار هذه المشكلة وتفاقمها وآثارها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع. والاخفاق الذي نراه في مناطق واسعة من العالم في السيطرة او منع زيادة معدلات انتشاره دليل على صحة ما رمينا اليه كما هو الحال مثلا في جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا حيث يشكل المصابون به ما ينوف على 10% من السكان بسن الانجاب مما اسهم في خفض معدلات العمر المتوقع حين الولادة بنسبة 50% واعاد مؤشرات التنمية فيها 50 سنة الى الوراء. وقال انه على الرغم من ان معدل انتشار فيروس الايدز في منطقة اقليم شرق المتوسط ابطأ سرعة من غيرها من مناطق العالم الا ان عدد الأحياء المصابين بعدوى الايدز بلغ بنهاية 1999م 220000 نسمة ليتراوح معدل الاصابة بين 10 - 31 حالة لكل 100 الف من السكان وبين دول الخليج ما بين 15 الى 1.95 لكل 100 الف نسمة وزاد معدل انتشار الحالات الحاصلة بسبب الاتصال الجنسي فيها. واضاف ان وزارات الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اتخذت استراتيجية خليجية لمكافحة الايدز وتضمنت قرارات مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون وتوصيات هيئة التغذية العديد من الاجراءات للحد من انتشار هذا الوباء مثل ايقاف استيراد الدم من الخارج وتكثيف الجهود التوعوية عبر مرافقها المختلفة وتقوية الوازع الديني خاصة بين الشباب وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة ونشر الوعي الصحي بطرق الوقاية منه ومكافحته وتجنب عدواه والاقلال من مدى تأثر المصابين بالعدوى من مضاعفات المرض والتخفيف من تأثير المرض على حياة المصابين بعدواه نفسيا واجتماعيا ورعايتهم طبيا ونفسيا واجتماعيا والدعوة لنبذ الوصم وعزلة المصابين وتيسير الحصول على الأدوية ومداومة استعمالها والمساعدة في تكثيف الأبحاث لاستحداث لقاحات او علاجات فعالة للمرض وضمان مأمون لنقل الدم ومشتقاته وتعميم استخدام الأدوات والتجهيزات ذات الاستعمال المفرد. وبين خوجه ان دول المجلس قد عملت على تطبيق الفحص المخبري لخلو العمالة الوافدة قبل اعطائهم تأشيرات الدخول وبعد قدومهم لدول المجلس للتأكد من خلوهم من المرض. وخرج الاعضاء المشاركون في الحلقة العلمية الخليجية بتوصيات وكان من اهمها ان يتبنى المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة مبادرة مكافحة الايدز كأحد اولويات وزارة الصحة في الخليج اسوة بما تم في مبادرة التخلص من مرض السل والحصبة, وتشكيل لجنة خليجية متخصصة تحت مظلة المكتب النتفيذي يناط بها وضع الاستراتيجية وخطط العمل ومؤشرات المتابعة لتنفيذ تلك الخطط, تشكيل اللجان الوطنية للوقاية ومكافحة الايدز (تضم الجهات ذات العلاقة الحكومية والأهلية) وتفعيل دورها في الدول الموجود فيها, اعداد الخطط الوطنية لاستراتيجية مكافحة الايدز في الدول المختلفة, تخصيص ميزانية خاصة لبرامج مكافحة الايدز وتخصم من الميزانية العامة للدولة وتمكين المجتمع ومؤسساته الاهلية من المشاركة في الدعمين المادي والمعنوي لهذه الأنشطة, العمل على اعداد وتنفيذ دراسات وطنية بحثية مجتمعية حول المرض بما يشمل محدداته وانتشار سلوكيات المخاطرة والمجازفة وعوامل الخطورة في دول المجلس. والعمل على اعداد وتنفيذ برامج ترصد وبائي نشط للفئات الأكثر عرضة للمرض بما يتناسب مع توصيات المنظمات الدولية بالاضافة الى انشاء مراكز متخصصة لتقديم المشورة والفحص الطوعي بالتعاون والاستفادة من خبرات المنظمات الدولية مع ضرورة تنشيط برامج التوعية الصحية حول المرض مع التركيز على الشباب كأحد اهم الفئات المستهدفة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وتخصيص برامج توعوية حول المرض تستهدف المرأة ضمن انشطة الاستراتيجية الوطنية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة والمنظمات النسائية.