ازدحمت الصالة التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بمحافظة الأحساء بزائرات المعرض الشخصي الثالث للفنانة تغريد البقشي، التي قدمت 50 لوحة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مستخدمة عدة خامات وألوان الكريلك، لتصوير النفس الإنسانية من الداخل، مركزة على مشاعر الحزن والهم، من خلال وجه المرأة. البقشي، ومن خلال معرضها (ضوء من الداخل)، الذي يستمر أسبوعين، سعت لتقديم لغة بصرية جديدة، وبلغة مختلفة، لقيت اهتماما نقديا من قبل عدد من المهتمين والنقاد والفنانين التشكيليين، حيث اعتبر بعضهم تجربة البقشي في معرضها الشخصي الثالث (متميزة، وتستحق الدراسة). وافتتحت المعرض الفنانة التشكيلية زهرة البوعلي، التي عاتبت الإعلام على عدم التغطية الإعلامية الكافية للمعرض والحوار التشكيلي المصاحب له.. وعن المعرض قالت: وضعت تغريد بمعرضها خطواتها الأولى نحو الخصوصية التشكيلية. وأعني بها تلك الأعمال التي شكلت نصف المعرض تقريباً، والتي حاولت بها لمس الذات الداخلية، عبر ما احتوته من جهد واتجاه بحثي في المضمون واللون والأداء، رغم حداثة زمن تجربة الفنانة البقشي، إلا أنها خطت خطوات مهمة في اتجاه تطوير أدواتها وقدراتها الإبداعية.. مؤكدة أنها (تغريد) ستنجز أعمالاً أكثر قوة وعمقا، إذا استمرت بنفس الطموح والنشاط، شرط أن تعطي التجارب حقها من النضوج، بعيداً عن هاجس الوصول السريع. وعن القضايا التي ناقشتها الفنانة البوعلي مع الفنانات قالت: تضمنت أساسيات إقامة المعارض الشخصية، ماذا تضيف للساحة التشكيلية؟ هل تتجاوز في مضمونها وفي قيمها الجمالية والحرفية، الزمان والمكان؟ ثم طريقة العرض وإخراج المعرض، وضرورة أن يكون برؤية الفنانة أو الفنان. هل يعطي العمل التشكيلي حقه من المساحة والإضاءة، التي تسمح بتأمل وتفاعل أكبر من قبل المشاهد؟ هل هناك ترابط بين اللوحات؟ أم أن المعرض يضم لوحات لا علاقة لها ببعض وبعيدة كل البعد في مضمونها ومستواها الأدائي أيضاً؟ أساسيات زيارة المعارض، خلفية الجمهور الثقافية والبصرية، هل يعطي المشاهد نفسه، فرصة من التأمل والهدوء مع الأعمال التشكيلية؟ التمسك بشرح الفنان أعماله منذ الخطوة الأولى داخل المعرض، هل لعدم قدرتنا على التأمل والتفاعل مع العمل التشكيلي الإبداعي؟ أم لضعف في ثقافتنا البصرية، قناعتنا المغلوطة أن الفن الحقيقي هو فقط الواقعي والبسيط والذي يمكننا فهمه دون إجهاد لقدراتنا العقلية؟ وأكدت البوعلي أنها خرجت بانطباع أن الساحة بحاجة ماسة إلى لقاءات متعددة، لمناقشة مكثفة لمفهوم الإبداع والخصوصية التشكيلية لدى الفنانة، وأهمية التركيز على الدوافع الداخلية لتطوير الذات، وللتمكن من تخطي العقبات. أي ألا نضع أمورا، مثل عدم التشجيع، أو الرقابة على اللوحات، أو انعدام الأضواء الإعلامية، كمبررات للتوقف عن ممارسة العملية الإبداعية. بل العمل اليومي والمثابرة والبحث الجاد، إلى جانب تطوير أدواتنا الفنية، عبر الدراسة إن أمكن، ورفع مستوى ثقافتنا البصرية، هو الذي سوف يوصلنا إلى التغيير النوعي في التجربة التشكيلية. لغة بخامات مختلفة في معرض "ضوء من الداخل"