يتوجه الناخبون الصرب اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد وتوجيه إشارة مهمة بشأن المزاج المرتبط بالمستقبل القريب للبلاد. ويتنافس في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بوريس تاديتش 46 عاما وهو رئيس الحزب الديمقراطي/دي إس/ وتوميسلاف نيكوليتش 52 عاما وهو زعيم الحزب الراديكالي الصربي/إس آر إس/ القومي المتشدد. ويقدم تاديتش نفسه على أنه سياسي ذو توجه أوروبي إصلاحي يريد أن يواصل البناء على منجزات زعيمه السياسي السابق رئيس الوزراء الراحل زوران دينديتش. وكان نيكوليتش عضوا رفيع المستوى في نظام سلوبودان ميلوسيفيتش ونائبا اسميا لفويسلاف سيسيلي الذي يواجه محاكمة في جرائم حرب في محكمة الاممالمتحدة في لاهاي. وعلى مدار الاشهر الثلاثة الماضية أمسك تاديتش بزمام السيطرة على الحزب الديمقراطي/دي إس/ الذي عانى من مزاعم فساد في العام الذي أعقب وفاة دينديتش وتراجع إلى المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية التي جرت في كانون الاول/ديسمبر الماضي. وتخلص من كثير من السياسيين ممن لهم علاقة بممارسات سياسية فاسدة وأشارت مسوح أخيرة إلى أنه غير من أحوال الحزب وجعله يقترب من الحزب الراديكالي الصربي من حيث الشعبية. وتمكن تاديتش منذ انتخابات الجولة الاولى في 13 حزيران/يونيو الجاري من ضمان تأييد أحزاب التكتل السابق المناهض لميلوسيفيتش. وأظهرت استطلاعات الرأي أنه سيحصل على 55 في المائة من الاصوات مقابل 45 في المائة لنيكوليتش في انتخابات الاحد. بذل نيكوليتش جهودا لينأى بنفسه عن النزعة القومية العنيفة والشيفونية اللتين ميزتا الحزب الصربي الذي ظهر كأقوى حزب في استطلاع في كانون الاول/ديسمبر لكنه خسر تأييد الناخبين بعد ذلك. ويعترف نيكوليتش بأنه "مازال يحلم" بصربيا كبرى وتوحيد أقاليم الصرب العرقيين في كرواتيا والبوسنة لكنه يعترف بأن الحدود لا يمكن تغييرها بالحروب. ومهما يكن الفائز بانتخابات اليوم فإنه سيفتح الباب أمام مزيد من الانتخابات. فمن المقرر إجراء انتخابات محلية في الخريف المقبل وربما أجريت انتخابات برلمانية أخرى في مواجهة الشعبية المتداعية لحكومة الاقلية التي يرأسها فويسلاف كوستونيتشا. وقد سجل نائب كوستونيتشا والمرشح الرئاسي دراجان مارسيكانين أداء مثيرا للاسى في 13 حزيران/يونيو الجاري وجاء في المركز الرابع بنحو 13 في المائة من الاصوات.