تمكنت المملكة من الحد من انتشار آفة المخدرات، من خلال عدة خطوات اتخذتها خلال السنوات الماضية، كان من ضمن العمل على وضع استراتيجية وطنية للمكافحة، من المتوقع ان تصدر قريباً، بحيث حجمت من أخطارها. أولى هذه الخطوات كان تطبيق المملكة للإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، ومن هنا جاءت جميع البرامج التربوية والاجتماعية مستمدة أسسها من منظور الشريعة، كما ان تنفيذ حدود الله وتطبيق الشريعة على المجرمين والعصاة، لردع من تسول له نفسه تهريب المخدرات أو ترويجها، مما كان لعقوبة الإعدام بحث المهرب دورا رئيسيا في انخفاض حركة التهريب والترويج، وبالتالي ينشأ قلة التعاطي. كذلك كان لحرص حكومة المملكة على توفير سبل العلاج لمن ابتلي باستخدام المخدرات، دور في هذا الصدد، ومن هنا جاءت فكرة مستشفيات الأمل، التي تؤدي دورا علاجيا وقائيا، وبما ان المملكة يفد إليها ملايين من البشر بمختلف الجنسيات، فقد عملت إدارة مكافحة المخدرات على تطوير أجهزتها وتزويدها بالتقنية اللازمة، وتطوير وتدريب كوادرها للسيطرة على حركة التهريب. كما حرصت وزارة الداخلية على إجراء الدراسات والأبحاث التي تكشف عن حجم الظاهرة ومصادرها وكيفية التعامل معها من خلال برامج وإمكانيات يستفيد منها العاملون في مجال المكافحة التدخين. وتشارك المملكة دول العالم اليوم السبت الاحتفاء بمناسبة اليوم العالمي الثامن عشر لمكافحة المخدرات، انطلاقا مما تمليه عليها العقيدة الإسلامية من ضرورة محاربة ومكافحة كل ما يضر الإنسان كالمخدرات بشتى أنواعها لما لها من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع. فالمملكة تشارك المجتمع الدولي الاحتفاء بهذه المناسبة منذ عام 1987م، حينما أوصت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأن يكون هناك يوم دولي لمكافحة المخدرات، إذ تشارك المملكة بفاعلية في هذا اليوم من خلال خبراتها وتجاربها المتجددة في مكافحة المخدرات. وحرصت حكومة المملكة كل الحرص على مكافحة هذا الداء، والقضاء عليه، والعمل على إبطال وإفشال محاولات تهريبه وترويجه، والتعاون مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة ومنظمات المجتمع الدولي في وضع الآليات اللازمة لمواجهة هذا الخطر المتفاقم الذي يهدد المجتمع البشري والتعاون المشترك لتحجيمه. وهبت المملكة ضمن المجتمع الدولي في وقت مبكر لتعبئة الجهود، بغية التوصل إلى موقف عالمي موحد ضد أنشطة زراعة وإنتاج وتجارة وترويج المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، فأبرمت الاتفاقيات وعقدت المعاهدات ونظمت المؤتمرات، وأجريت البحوث والدراسات، ووضعت خطط المكافحة، وقرنتها بالخطط الوقائية من اجل إيجاد مناخ ثقافي مشترك ضد إساءة استعمال المخدرات، فشن العالم حربا لا هوادة فيها على المخدرات، لشل نشاط مروجيها الإجرامي ودرء أخطار أعمالهم، كما سنت القوانين ووضعت العقوبات الصارمة في حق تلك الفئات المنحرفة. وعملت المملكة على مكافحة هذه المشكلة من جذورها، ووضعت حدا لانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات ونشطت في عدة جوانب، فأنشئت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، اللتان وضعتا استراتيجية متكاملة لمكافحة المخدرات وتشريعات ذات صلة بمكافحة المخدرات، تصدر قريبا، كما وضعتا خططا للوقائية والتوعية الاجتماعية من المخدرات، شملت المدارس والجامعات والمؤسسات الأهلية ووسائل الإعلام عبر حملات توعوية منظمة، اقتناعا من انه لم يعد أي بلد محصنا من هذا الخطر من التهريب إليه، أو ممن يتعاطونها، مما يدمر القيم والأسس الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية.