عزيزي رئيس التحرير كنت اتابع المؤتمر الصحفي الذي عقده الاستاذ عادل الجبير مستشار ولي العهد على قناة ال CNN ليعلن خبر قتل الرهينة الامريكي بول جونسون مارشال على ايدي الارهابيين والذين يدعون انتماءهم (الباطل) الى الدين الاسلامي الحنيف.. دين العدل والسلام.. والغريب في الامر ان اغلب المحللين السياسيين الذين تحدثوا بعد المؤتمر الصحفي اتهموا الاسلام والمسلمين بصفات بشعة لا تقل عن (أن جميع الارهابيين في العالم مسلمون) وقال احدهم بكل حقد (ليس جميع المسلمين ارهابيين بل جميع الارهابيين مسلمون) حتى لو حدث الارهاب في امريكا الجنوبية او افريقيا او استراليا او اي مكان في العالم.. فلابد اما ان يكون مرتكبوه اسلاميين.. او وراءه منظمة اسلامية ارهابية. قال احد الجالسين معي وهو يستمع ويشاهد هذه التصريحات القاسية على الاسلام والمسلمين وبكل غضب: اتلوم هؤلاء ونحن نشاهد بكل أسف هذه الجرائم الارهابية والتي تدل على الاجرام والقسوة المفرطة؟. ماذا تريد ان نقول للعالم عن هؤلاء المجرمين القتلة.. فهم يحملون اسماء عربية ودينهم الاسلام مع مزيد من الاسف.. الا ان الاسلام بريء منهم ومن امثالهم. قلت له: الاجرام يبقى هوية لمن يطلبه.. والحرامية لا يمكن ابدا ان يكونوا دعاة للفضيلة او حتى ينجحوا في استنساخها.. فمواعظ قاطعي الطريق لن تبقيهم في نظر الجميع الا قراصنة طرق وافاكين وافاقين ومجرمين وقتلة. نماذج الدعوات التي تروجها الفئات الارهابية الضالة والتي تدعي انها تتقرب الى الله بقطع رؤوس الابرياء.. والله سبحانه وتعالى منهم ومن اعمالهم الاجرامية براء ولا يمكن ان تكون هامات آبائنا واجدادنا محل مساومة او عبث من العابثين: لقد تحدث علماؤنا الاكارم في مناسبات عديدة عن الاعمال الارهابية التي تقوم بها هذه الفئة الضالة.. فقد اوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل وقال: كيف يأنس بالدنيا مفارقها وكيف يأمن النار واردها واين الحزم والمبادرة ممن يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره.. واوضح فضيلته: ان الامن مطلب عزيز هو قوام الحياة الانسانية واساس الحضارة.. واضاف: الامن مقرون بالايمان والسلام مقرون بالاسلام.. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ومن دخل في الاسلام فقد دخل في دائرة الأمن.. وخاطب الشيخ بن حميد كل من سولت له نفسه القيام بهذه الافعال الاجرامية المحرمة او زلت قدمه فوقع في شيء من هذه الاعمال او وقعت في روعه لوثة من هذا الفكر او تعاطف معهم عليهم جميعا بان يتقوا الله في انفسهم واخوانهم المسلمين وليبادروا بالتوبة الى الله عز وجل. كما أوصى امام وخطيب المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله عز وجل وقال: ان تقوى الله اعظم ركن يستند اليه في الدنيا العباد وهي الزاد ليوم الميعاد.. وقال فضيلته ان من سنة الله ورحمته ان الذنوب والجرائم العظام يهيئ الله لها من شرعه وقدره ما يقضي عليها ويوقف اصحابها عند حدهم.. ومن جرائم هذه الاعمال الارهابية التخريبية جريمة قتل النفس وقد توعد الله من قتل نفسه بقوله تعالى (ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا) صدق الله العظيم. والان بعد كل هذه التوضيحات عن مواقف علماء المسلمين من هذه الجرائم الارهابية نقول للعالم.. ان الاسلام برئ.. برئ.. برئ من هؤلاء الارهابيين لانهم ينتمون الى الشيطان وليس الى الاسلام.. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا ابدا ومن تحسس سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن قتل بحديدة فحديدته في يديه يتوجأ فيها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا) رواه البخاري ومسلم. د. محسن الشيخ آل حسان