عزيزي رئيس التحرير الاعلام سلاح ذو حدين فكما يمكن أن يصلح الكثير يمكنه افساد اكثر لسرعة نفاذه الى عقول الناس ودخوله لكل البيوت . ولقد جاء في الاستراتيجية العربية التي اقرها مجلس وزراء الداخلية العرب في دورة انعقاده الثانية توصية ب ( تحصين المجتمع العربي ضد الجريمة بالقيم الاخلاقية والتربوية النابعة من احكام الشريعة الاسلامية بما يعصم هذا المجتمع من الزلل والانحراف ويحول دون تأثره بالتيارات الفكرية المشبوهة والانماط السلوكية المنحرفة الوافدة ). فهذا يدل على وعي تام من اصحاب السمو والمعالي الوزراء اذ ردوا قضية تفشي الجريمة وضياع القيم والاخلاق الحميدة لاسباب عائدة الى الحرب الحضارية التي تشنها قوى الشمال ضد وطننا العربي والتي تتسلل من خلالها كل التيارات الفكرية والمشبوهة وهيئات الجريمة المنظمة. وأكد الوزراء على ضرورة استخدام وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة في ايجاد وعي ضد التيارات الفكرية المشبوهة والانحرافات السلوكية الوافدة وجميع صور الانحرافات الاخرى وترسيخ القناعة بضرورة التمسك بالقيم الروحية والاخلاقية والتربوية المثلى كما اكدت الاستراتيجية على ضرورة تشجيع نشر النتاجات الثقافية والفنية المستمدة من التراث الاسلامي الاصيل , وطالبت الاستراتيجية بفرض رقابة دقيقة على الاذاعة والتلفاز واشرطة الفيديو والكتب والمجلات والصحف والمطبوعات من أجل الحيلولة دون استخدام هذه الوسائل لنشر ما يخل بالأخلاق وتوقيع عقوبات رادعة على من تسول له نفسه القيام بأية محاولة من هذا القبيل. هكذا.. جاء في برنامج تنفيذ الاستراتيجية الامنية العربية كيفية توجيه وتوظيف الاعلام العربي للحد من تفشي الجريمة ونشوء السلوك العدواني في وطننا العربي. ويقتضي هذا البرنامج اخضاع وسائل الإعلام الى الدستور والقانون لكبح ميولهم الى الثرثرة في نقل النماذج الفاسدة والى عدم المبالاة بالقيم الروحية للامة العربية مما يجعلهم يلعبون دورا هاما في تكوين ثقافات جزئية في جماعات اجتماعية. الوسائل التعليمية تشمل الاذاعة المرئية والكتب والمجلات والصحف والملصقات الجدارية والسينما وافلام الفيديو والقصص, وغيرها ولكن يجلب الاعلام المرئي اهتمام الناس اكثر من غيره من الوسائل الاعلامية, فيجلسون طويلا امام تلك الوسائل ومشاهدة الافلام المختلفة ومنها افلام الرعب والمصارعة والملاكمة وافلام الجريمة وغيرها التي تثير النزعة العدوانية لدى الطفل كما أن نهاية البطل في الافلام لها تأثير نفسي على الاطفال , فان كان البطل مجرما ويقوم بجرائم السرقة والقتل والنهب وفي النهاية يجمع الاموال الطائلة ويظفر بحبيبته ويهرب الى بدل آخر , فتعكس هذه للطفل مفاهيم خاطئة وذلك بايجابية المواقف العدوانية وهذا ما ترفضه التربية وعلم النفس رفضا باتا وتحذر من مغبته , وقد يرغب الكثير من الاطفال , قراءة القصص الخيالية والتي تعتمد على المغامرة والمفاجأة وقد تتضمن تلك القصص مواقف اجرامية واحداثا مرعبة مما تزرع الخوف في نفوس هذه الناشئة كما أنها تدربهم على الجريمة وتغذي فيهم روح العدوان. ووسائل الاعلام من وسائل التسلية والتربية الاخلاقية والاجتماعية بالنسبة للأطفال حيث أن هذه الوسائل بحكم طبيعتها ومادتها وطريقة عرضها تعتبر من المثيرات الحسية والعقلية والانفعالية والمؤثرة الى حد كبير في الطفل الصغير , كما أن المواد المشاهدة أو المسمومة أو المقروءة التي تتسم بسوء الاختيار تعد عاملا من عوامل الانحراف , وأن القائمين عليها يجب ان يرسخ في اذهانهم ان رسالة الاعلام ليست ترفيهية محضة وانما هي رسالة توجيهية اصلاحية ثقافية كما أن الحرص على ارضاء أكبر مجموعة من المتابعين لا يصح أن يكون هدفهم الاول , بل يجب التدقيق في اختيار المواد المذاعة حتى لا يتم دفع مجموعة من الاطفال من ذوي الميول العدوانية الى الاندفاع فعلا للعدوان. والعالم العربي عالم مسلم في اغلبيته والمسؤولون عن الاعلام مطالبون بالمحافظة على قيم المجتمع العربي وعلى سلامته وامنه ومن هنا فهم مطالبون بالتصدي لكل من يحاول النيل من هذا المجتمع. @@ محمد ظافر العرجاني الخرج