@ آمل الا يلجأ فريق الاتحاد لكرة القدم الى تقليب المواجع والبكاء على اللبن المسكوب، وآمل الا نسمع ولا نقرأ تراشقا واتهامات بين الاداريين واللاعبين بعد الخسارة المأساوية للفريق في مباراة القمة النهائية لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم امام شقيقه فريق الشباب. وكل ما ارجوه من فريق الاتحاد الاستفادة مما حصل له، فالكبوة ليست عيبا وهي ليست نهاية العالم والعميد وبشهادة القاصي والداني هو افضل فريق سعودي لهذا الموسم على الاطلاق ويكفيه فخرا انفراده بصدارة الدوري بكل احقية ودون اي هزيمة. لكنه تعثر في الختام وخسر المباراة النهائية وشرب من نفس الكأس التي سبق وشرب منها الهلال مرتين والاهلي مرة وغيرهما وكلمة حق يجب ان تقال: فلا احد يقر بان الاتحاد كان سيئا الى تلك الدرجة التي تجعل ممن يتعاطف معه يميل الى القسوة عليه بهذا الشكل غير المقبول.. فهناك عدم توفيق ولا احد في الواقع يملك انكار الحاجة الى التوفيق والحظ لاستثمار الجهد.. وكنت قد توقعت في مقال كتبته قبل 40 يوما من الان وبالتحديد في عدد الاثنين 10 من مايو 2004 وبعنوان (صدارة الاتحاد بالصدارة المطلقة في مهب الريح) وتوقعت هزيمة الاتحاد في المباراة النهائية قبل معرفة الطرف الثاني وقلت بالحرف الواحد: (اتوقع ان تحمل المباراة النهائية في طياتها تغييرات دراماتيكية وان يكون الدوران حول القمة متحركا وربما متأرجحا. وقلت ايضا: ان انفراد الاتحاد لصدارة المطلقة في الدور التمهيدي لا يعني ضمانه بطولة الدوري ولا ندري ماذا تحمل المباراة النهائية في طياتها فقد سبقه الى ذلك فريق الهلال (مرتين) والاهلي حيث انفردا بصدارة الدوري لكن البطولات ذهبت لغير الهلال والاهلي، وقلت ايضا: هذا الامر ربما يحدث ويتكرر هذا الموسم ويخسر فريق الاتحاد المباراة النهائية بسبب تقارب مستويات فرق المربع من ناحية وما تحمله مباراة القمة من حساسية ومفاجآت). واذا تحدثنا بواقعية ومنطقية وباختصار بعيدا عن المدح الزائف والحجج الواهية اقول وبكل صراحة: ان فريق الاتحاد لم يقدم العرض المتوقع والمقنع في حين نجح شقيقه فريق الشباب باتباع تكتيك دفاعي وهجومي منظم ومتوازن مهد له تسجيل هدف الفوز بواسطة مانجا في وقت متأخر.. واستطاع لاعبو الشباب ان يتمسكوا بهذا الهدف باسنانهم ولم تفلح كل المحاولات الاتحادية في تعديل النتيجة.. ليتوج الليث بطلا للدوري وللمرة الرابعة في تاريخ كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم بنظامه الجديد الذي انطلق في موسم 1991/1990 وليحمل اثمن واعز واغلى الكؤوس. ولابد من الاشارة والاشادة بلاعبي الشباب الذين وجدوا الوصفة السحرية للخروج من الفك الاتحادي المفترس وفي عقر ملعبه ووسط جماهيره الغفيرة فأبلى لاعبوه الشباب بلاء حسنا فكانوا يركضون ويركضون ويبذلون الجهد والعرق ويقاتلون بضراوة منذ بداية المباراة وحتى نهايتها.. لقد جاء فوز الشباب منطقيا ومستحقا لان لاعبيه برعوا في التعامل مع ظروف ومسارات و متغيرات اللعب.. وتفوقوا بروحهم ولم ييأسوا حتى الرمق الاخير وكانوا مجموعة متناسقة متناغمة لا تفتر ولا تهدأ. مبروك للشباب ادارة وجهازين اداري وفني ولاعبين وجماهير.. وهارد لك للاتحاد.