تحظى المواجهة المرتقبة والنهائية للموسم الرياضي والمتمثلة بالمباراة النهائية لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم باهتمام رسمي وشعبي.. سعودي وعربي لانها تجمع بين الاتحاد (الأول) والشباب (الثاني) في الترتيب العام للدوري ولهذا يعلق الجميع آمالا كبيرة للاستمتاع بوجبة دسمة ومشبعة من القوة والاثارة والندية التي سادت خلال منافسات أقوى دوري عربي.. وربما تكون المباراة النهائية استكمالا لموسم المفارقات والمفاجآت الذي حفلت به مسيرة الدوري.. لكن الفرضيات بالمنظور الفني والمنطقي ترجح الكفة الاتحادية في تكامل الصفوف والتفوق بالخبرة والكم الجماهيري فالفريق الاتحادي أكثر الفرق الذي قدم مستويات ثابتة هذا الموسم وانفرد بجدارة واقتدار في صدارة سلم الدوري دون هزيمة والأداء الذي يقدمه لاعبو الاتحاد في منتهى الروعة فالعميد لا يلعب من أجل تحقيق الفوز فقط وإنما من أجل الامتاع والتطريب لان هذا الفريق طافح بالنجوم المبدعين والاسماء اللامعة التي تتقن على ظهر القلب الطريقة المثلى للابداع والامتاع. أما الكفة الشبابية فإنها الأرجح في الحماس والروح وتناغم الأداء الجماعي المفعم بالدماء الشابة.. صحيح انه مر في بعض المراحل بأطوار متباينة إلا أن مستواه استقر مؤخرا وهذا الفريق الجديد والمجتهد يعرف متى يهاجم ومتى يدافع ومتى يناور؟ وجميع لاعبيه الشباب يتفجرون حماسا وعطاء وعاقدون العزم على استعادة السمعة والهيبة المفقودة بالبحث عن لقب جديد يضيفونه الى سجلهم الناصع لمواجهة سيكون لها حسابات واستراتيجيات خصوصية جدا تفرض على المدربين البرازيليين كندينيو وزوماريو تفحص دقائق مسارات اللعب منذ الثواني الأولى وحتى صافرة النهاية مع الوضع في الاعتبار احتمالات أن يمتد وقت المباراة لشوطين اضافيين وربما يكون الفيصل لركلات الجزاء الترجيحية.. وفي ظل هذه الحسابات المفتوحة يبقى أمام المدربين الاختبار من بين البدائل الاستراتيجية المتاحة في اطار فهم كل منهما لقدرات لاعبيه وكيفية تطويعها لخدمة الخطة العامة وفي اطار امكانات الفريق المقابل واعتقد أن وجود خطة واحدة للبناء الدفاعي لن تكفي.. وخطة واحدة لتطوير الهجوم من وسط الملعب الى منطقة المناورة لن تؤدي الغرض.. وخطة واحدة لتحريك المهاجمين داخل منطقة الصندوق لن تكون مقنعة.. لذا فإن الخطط البديلة يجب أن تكون معدة سلفا للتنفيذ الفوري في حال توقف الخطط الاساسية مع الاخذ بعين الاعتبار أهمية وحساسية المباراة التي تفرض على لاعبي الفريقين نهج طريقة (مان تومان) أو رقابة الظل المرهقة لمصادر البناء والتنفيذ في الفريقين. وأخيرا لابد من الاشارة إلى أن مباراة القمة ستحظى باهتمام رسمي وشعبي محلي وعربي خاصة وأنها تحمل اسما غاليا على قلوب الجميع.. فهذا التتويج بات عادة سنوية يتجسد من خلال لقاء القائد بأبنائه اللاعبين والرياضيين. وكلنا أمل أن تخرج المباراة النهائية قمة في كل شيء.