أوضحت الحملة الانتخابية لاعادة انتخاب الرئيس الامريكي جورج بوش في اعتراف ضمني انها تواجه مشاكل في توصيل رسالتها حيث أنها ستكثف جهودها لاقناع الناخبين بأن الاقتصاد وخطط تسليم السلطة للعراقيين تسير في مسارها الصحيح. وسيقود بوش مع نائبه ديك تشيني والسيدة الاولى لورا بوش هذين الاتجاهين للحملة وسيشمل ذلك حملة اعلانية تلفزيونية موسعة تركز على الجانب الاقتصادي في 19 ولاية. وهدف الحملة هو تحويل اهتمام الناخبين عن الانباء السيئة بشأن انتهاكات ضد سجناء والاغتيالات في العراق التي طغت على تشكيل حكومة مؤقتة جديدة وقرار لمجلس الامن. ويشعر مسؤولو الادارة بالقلق بشكل خاص من أن بيانات نمو العمالة في البلاد لم تترجم بعد الى زيادة في شعبية بوش، فقد قالت الحملة انها ستمضي قدما بقوة أكبر، جاء ذلك على لسان سكوت ستانزل المتحدث باسم الحملة الذي اكد على انه كانت هناك أنباء كثيرة تنافست على جذب اهتمام الامة ، مضيفا حملتنا ستعمل على القاء الضوء على التقدم...الذي احرز والذي لم يلق الاهتمام الذي كان يمكن أن يلقاه في وقت آخر. الى ذلك كانت الجهود قد بدأت امس بكلمة القاها تشيني في أورلاندو بولاية فلوريدا تركزت على ما يصفه مساعدوه بأنه دلائل على احراز تقدم في العراق منها تشكيل الحكومة المؤقتة. وقد يكون من الصعب اقناع الناس بذلك بعد 24 ساعة من مقتل 12 في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة في العراق قرب قاعدة أمريكية في بغداد وقتل مسلحين لمسؤول عراقي بارز في اطار موجة جديدة من الاغتيالات. وفي مطلع الاسبوع كذلك قتل مسلحون في سيارة وكيل وزارة الخارجية في علامة أخرى على أن المقاومة تصعد هجماتها لتعطيل تسليم السلطة للحكومة العراقية الجديدة يوم 30 يونيو حزيران الجاري. وفي أواخر هذا الاسبوع سيزور تشيني اوهايو وكولورادو للترويج للتحسن الاقتصادي. وحظيت الادارة بالاشادة بسبب بيانات العمالة التي اظهرت ارتفاع عدد الوظائف الجديدة بمقدار أكبر من المتوقع بلغ 248 الف وظيفة جديدة في شهر مايو. لكن بوش لم يشهد بعد الدعم الذي توقعه الكثيرون لذا يأمل المسؤولون أن تنجح جهود الحملة الجديدة في تغيير ذلك. وكان استطلاع للرأي نشرته الاسبوع الماضي صحيفة لوس انجليس تايمز اظهر أن منافسه الديمقراطي جون كيري يتقدم عليه في مختلف ارجاء البلاد في حين يقول 53 بالمئة من المشاركين ان خوض الحرب في العراق لم يكن مجديا. وبين الاستطلاع أن أغلبية المشاركين غير راضين عن ادارة بوش للاقتصاد وللعراق رغم الانباء المشجعة على الصعيدين. وقال 56 بالمئة من المشاركين ان الولاياتالمتحدة تحتاج للسير في اتجاه جديد لان سياسات بوش لم تؤد الىتحسن في أحوال البلاد. ويعتزم بوش هذا الاسبوع الاجتماع مع أعضاء من فريقه الاقتصادي لعرض بيانات عمالة جديدة على مستوى الولايات خلال زيارته الى رينو بولاية نيفادا يوم الجمعة المقبل. وفي اطار الجهود التي تستمر اسبوعين تعتزم الحملة مضاعفة بث الاعلانات التلفزيونية التي تروج للنمو الاقتصادي على مدى عشرة أشهر متتالية. وقالت الحملة انها ستتوجه الى الجمهوريين من أعضاء الكونجرس في واشنطنوتطلب من حكام الولايات الترويج لنمو لزيادة فرص العمل في ولاياتهم. وبالاضافة الى بوش وتشيني ستزور السيدة الاولى بنسلفانيا وأوهايو ومينيسوتا. وفي سياق قريب أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس الاول قبل خمسة اشهر من الانتخابات الرئاسية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، ان الاميركيين المتدينين يؤيدون الرئيس بوش فيما يؤيد الناخبون غير المتدينين منافسه الديموقراطي جون كيري. واضاف الاستطلاع الذي نشرت نتائجه امس مجلة التايم ان 59% من الاميركيين (المتدينين جدا) سيعطون بوش الجمهوري اصواتهم. وسيصوت 35% منهم لجون كيري الذي يحصل على دعم 69% من الامريكيين الذين يقولون انهم (غير متدينين). ولم يختر سوى 22% من هؤلاء الرئيس المرشح لولاية ثانية. والكاثوليك منقسمون، اذ يؤيد 45% منهم كيري و43% منهم بوش. ويعتبر 70% من الجمهوريين ان بوش يعتمد على ايمانه لتوجيه سياسته، فيما يعتقد العكس 63% من الديموقراطيين، كما يؤكد 85% من الجمهوريين ان ايمان بوش يجعل منه زعيما قويا، أما انصار كيري فيعتبر 65% منهم انه ينفذ افكار الاخرين. الى ذلك يعرف 33% من الناخبين فقط ان كيري كاثوليكي ويتناول القربان المقدس ايام الاحاد، بينما لا تؤيد اكثرية من الكاثوليك (75%) موقف الاساقفة الذين يريدون حرمان رجال السياسة المؤيدين للاجهاض من المناولة. وقد اجري هذا الاستطلاع على عينة من 1280 شخصا من الثاني الى الرابع من حزيران/يونيو.