الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد.. فإن العلماء والمفكرين والمثقفين الذي انتظم عقدهم فى اللقاء الوطني الثالث للحوار الفكرى بالمدينة المنورة في الفترة ما بين 24 الى 26 ربيع الآخر 1425ه الموافق للفترة من 12 الى 14 يونيو 2004م وهم يرون ما تعانيه بلادنا من احداث وتفجيرات واغتيالات للمستأمنين وتدمير للممتلكات يرون ان من واجبهم اظهار موقفهم من هذه الاعمال الشنيعة فهم على اختلاف اختصاصاتهم ووجهات نظرهم الفكرية ومناطقهم يؤكدون ما قررته الشريعة من تجريم القائمين على هذه الاعمال وان فعلهم من الافساد في الارض والله سبحانه وتعالى يقول (ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها) وان ازهاق النفوس المعصومة من اعظم اوجه الفساد وعصمة النفس تكون بالاسلام او العهد والامانة والذمة والله عز وجل يقول / ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما / ويقول / من أجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا / ويقول النبي صلى الله عليه وسلم / من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة اربعين عاما / رواه البخاري كما ان عصمة الاموال اصل ظاهر في الاسلام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم / ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا في بلدكم هذا / رواه البخاري ومسلم. وقد قرر العلماء هذه المعانى تقريرا ظاهرا حتى صارت معلومة من الدين بالضرورة. والمشاركون في اللقاء اذ يؤكدون هذا يوصون بتفعيل الوسائل المفضية الى ترسيخ الوسطية والاعتدال فى المجتمع وابعاد رياح التشدد والغلو بما يحافظ على اللحمة الوطنية وتماسك المجتمع في زمن كثرت فيه الدعاوى المحرفة للدين والمناقضة لمقاصده سواء اكانت من غلو الغالين او انتحال المبطلين ويؤكدون ان وحدة هذه البلاد قائمة على اساس الاسلام عقيدة وشريعة وان ما تشهده المملكة العربية السعودية من اعمال ارهابية يجب ان يتكاتف الجميع لمعالجتها وكشف القائمين عليها مع المعالجة العلمية الشاملة والمعمقة لهذه المشكلة التى شوهت الدين واقلقت الخلق. نسأل الله ان يحمى بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وسوء انه على كل شىء قدير وصلى الله وسلم على نبينا واله وصحبه.