هناك امور كثيرة تحدث في حياتنا يحتاج بعض منها الى اتخاذ قرار سريع بشأنها, اما بالايجاب او بالرفض.. وقد تكون من بين هذه الامور امور مصيرية تؤثر على مسيرة حياتنا كالموافقة على ارتباط بعمل جديد مثلا, او النقل بسبب ترقية من منطقة الى اخرى, او قرار زواج, او شراكة في عمل ما او تجارة.. الخ مما يجعل الانسان مترددا وخائفا من اتخاذ القرار خشية الا يعود عليه بفائدة, فيلجأ الى التأجيل من فترة الى اخرى غير مفكر انه بتأجيله هذا ضيع فرصة لاتعوض وسعادة كانت تنتظره قد لايستطيع الحصول عليها الا بعد فترة من الزمن فيحرم من سعادة وخير كانا قريبين منه, واصبحا بعيدين عنه بسبب تأجيله المستمر وتردده. الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وهيأ لنا بالاسلام كل ما يسهل حياتنا, وييسر امورنا. فالانسان المؤمن بالله وبالقدر خيره وشره اذا حيره امر ما فانه لايجد غير خالقه يلجأ اليه, لانه الوحيد الذي لايرد طلب من طلبه وقصد بابه, وتوكل عليه وفوض امره اليه. وقد يسر الاسلام بالاستخارة للمسلم ما صعب عليه من امر ووقف حائرا بسببه فلم نقف حائرين خائفين ومترددين ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة وقد حثنا على الاستخارة (عن جابر رضى الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كالسورة من القرآن). ان الاستخارة تريح النفس وتطمئن القلب وتبعد الفكر والقلق والحيرة. فاذا استخرت لامر ما واقدمت عليه بما يوجب بعد ذلك فانك لاتندم ابدا ولاتأسف لان الله اعلم منك بمصلحتك وبما سيكون لك من خير او تأجيل لهذا الخير لانه علام الغيوب, ولن ييسر لك امرا الاوفيه صلاح لك في دنياك واخراك, فلا تتردد عزيزي القارئ في الاستخارة لتريح نفسك من عناء التفكير والتأجيل. بهية بوسبيت