قبل ثلاثة أشهر انهمرت دموع وارتفعت أصوات وتطايرت أحذية في برلمان كوريا الجنوبية عندما سعى مؤيدو الرئيس روه مو هيون دون جدوى لمنع المعارضة من مساءلته. وامس قام روه بثالث زيارة له الى الجمعية الوطنية وهو في منصب الرئيس الذي استعاده بعد أن برأته المحكمة الدستورية من كل الاتهامات بما في ذلك انتهاك القانون الانتخابي وأعادته الى منصبه. وكان المجلس أكثر ودا في استقباله عن الزيارات السابقة ولكن أعضاء في المعارضة التي تمثل أقلية الان لم يكن استقبالهم طيبا للرجل الذي حاولوا عزله، حيث لم يلتفت أغلب أعضاء المعارضة لتصريحاته وظلوا جالسين حتى أثناء خروجه بعد أن ألقى كلمة في الدورة الجديدة للجمعية الوطنية التي افتتحت امس، كما أن روه لم يتوجه الى مقاعد المعارضة لمصافحة أفرادها وبدلا من ذلك حيا أعضاء الحكومة الحاضرين. ولكن بارك جوين هيي زعيمة الحزب الوطني الكبير المعارض الرئيسي كانت أكثر تلطفا في جلسة خاصة عندما التقى روه مع زعماء برلمانيين وحكوميين بعد القاء الكلمة. ونقل متحدث باسم البرلمان عن بارك قولها لروه اذا كنت ستعمل لاحياء الاقتصاد فسنتعاون بكل سرور...يمكنك أن تتخلص من مخاوفك. وصرح روه أمام البرلمان بأنه سيدفع من أجل اجراء اصلاحات وسيقدم طلبات لتوفير فرص عمل ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. واكد في كلمته التي لم تشر الى خطط السياسة الخارجية ولم يذكر الا اشارة عابرة لكوريا الشمالية ان الاقتصاد يواجه مشكلة وليس أزمة ولابد أن يحقق نموا يزيد عن خمسة في المئة هذا العام بعد أن بلغت نسبة النمو أكثر قليلا من ثلاثة في المئة في العام الماضي. وقال روه الاقتصاد يعاني من مشكلة، وان أكبر المشكلات هو ضعف الاستهلاك المحلي. وبصفة عامة فان الظروف الاقتصادية التي يشعر بها أبناء الشعب أسوأ مما مضى، متعهدا بمعالجة الفساد وهي المشكلة الراسحة والتي شوهت صورة الكثير من الادارات بما في ذلك ادارة روه والحد من البيروقراطية. وحتى الانتخابات العامة التي أجريت في ابريل نيسان التي منحت حزب يوري الموالي لروه أغلبية وفرصة لوضع تشريعات دونما معوقات تقريبا أمضى روه العام الاول من فترة الولاية المستمرة خمس سنوات وهو يكافح البرلمان الذي كانت تقوده المعارضة والرافض للاصلاح. واشار روه في الكلمة التي وجهها لحزب يوري والتي لاقت تصفيقا الى انه ينبغي على البرلمان أن يعكس ارادة الشعب حتى يكون برلمان الشعب حقا. وسمع بعض أعضاء الحزب الوطني الكبير يقولون وهو يستمعون لتصريحات روه علام التصفيق.. عسكريا قال مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية امس ان الولاياتالمتحدة تعتزم خفض حجم قواتها في البلاد بواقع الثلث بحلول نهاية العام القادم. وبالرغم من أن القوات المسلحة الكورية الشمالية التي يبلغ قوامها 1ر1 مليون فرد تفوق كثيرا الوحدة الامريكية المؤلفة من 37500 جندي فان أي خفض يلقى اهتماما كبيرا لان عنصر الردع الرمزي الذي تمثله القوة يفوق قوتها العددية. واكد كيم سوك رئيس مكتب أمريكا الشمالية بالوزارة اننا أبلغنا مسؤولون أمريكيون مساء امس الاول بأنه في اطار مراجعة الوضع الدفاعي العالمي فانهم يعتزمون خفض 12500 جندي من عدد القوات الامريكية هنا بحلول نهاية ديسمبر 2005. وكان كيم يتحدث الى الصحفيين بعد انتهاء اليوم الاول من محادثات منفصلة مع مسؤولين أمريكيين حول اعادة توزيع بعض من القوات الامريكية بعيدا عن مواقع الجبهة قرب الحدود المنزوعة السلاح مع كوريا الشمالية الشيوعية، حيث يتضمن هذا العدد 3600 جندي أمريكي تقرر نقلهم بالفعل من كوريا الجنوبية الى العراق. وعندما سئل كيم عما اذا كانت كوريا الجنوبية قد وافقت على الاطار الزمني لخفض القوات أجاب هذا ما قدمته الولاياتالمتحدة من خطة وسوف نبحثها من الان فصاعدا. ومضى يقول ان الولاياتالمتحدة ترحب بخطط سول لتحقيق دفاع أكثر استقلالية وستساعد كوريا الجنوبية في هذه الجهود.