اعترفت كوريا الشمالية علنا للمرة الاولى امس بانها تسعى لامتلاك سلاح نووي. وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية سبب سعي النظام الشيوعي المتشدد للحصول على قنبلة ذرية. وقالت في تعليق نقلته وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) ان رغبتنا في تأمين ردع نووي لا تهدف الى ابتزاز اي كان بل الى خفض ترسانتنا التقليدية ووضع مواردنا البشرية والمالية في خدمة البناء الاقتصادي وحياة الناس. حتى تتمكن من خفض الحجم الهائل من قواتها التقليدية وتحويل الاموال الى اقتصاد يرى محللون اجانب انه على شفا الانهيار. ومنذ بداية الازمة حول برنامجها النووي منذ ثمانية اشهر، اشارت بيونغ يانغ الى وسائل ردع لكنها لم تتحدث بوضوح عن اسلحة نووية. وقالت كوريا الشمالية امس انها ستسعى الى امتلاك اسلحة دمار شامل اخرى اقل كلفة من القنبلة الذرية. واوضحت الوكالة سنسعى الى تطوير اداة ردع مادية قوية اقل كلفة لكنها قادرة على شل اي سلاح نووي او تكنولوجيا متطورة ما لم تتخلى الولاياتالمتحدة عن سياستها العدوانية حيال كوريا الشمالية . وهذه المرة الثانية التي تعترف بها كوريا الشمالية بامتلاك السلاح النووي والاولي التي تربط فيها برنامجها النووي بفكرة خفض قواتها التقليدية. وتمتلك كوريا الشمالية واحدا من اكبر جيوش العالم قوامه 1ر1 مليون جندي تنشر جزءا كبيرا منه في مواقع متقدمة قرب المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين شطري كوريا. وكانت واشنطن في الماضي تطالب بان تشمل محادثاتها مع بيونج يانغ القوات التقليدية لكنها عادت واسقطت هذا الشرط وتركز الآن على اقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي. وتؤكد اجهزة الاستخبارات الامريكية والكورية الجنوبية ان كوريا الشمالية تمتلك مخزونا كبيرا من الاسلحة الكيميائية والبيولوجية. كما تعتقد الولاياتالمتحدة ان كوريا الشمالية تملك قنبلة او قنبلتين نوويتين تعودان الى برنامج يعتمد على البوتونيوم جمد في 1994 في اطار اتفاق ثنائي. و بدأت المواجهة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة حول المسألأة النووية في اكتوبر الماضي مع اعلان مبعوث امريكي ان الكوريين الشماليين اكدوا له انهم يقومون بتطوير برنامج عسكري نووي يعتمد على اليورانيوم. ونفت بيونغ يانغ ذلك مشيرة الى انها اكدت فقط حقها في امتلاك اسلحة ذرية. وفي المفاوضات التي جرت في بكين في ابريل الماضي بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة والصين اكدت بيونغ يانغ انها تملك اسلحة نووية وتعيد معالجة كمية من مادة البلوتونيوم لصنع غيرها. من جهة أخرى قال الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون للبرلمان الياباني امس ان التعاون بين بلديهما ضروري للتوصل الى حل سلمي لازمة كوريا الشمالية النووية. واكد في خطاب امام النواب اليابانيين ان سول لن تتسامح ابدا مع حيازة بيونغ يانغ لأسلحة نووية، ولكنه تشبث بالفكرة التي ظل يشدد عليها طوال زيارته التي استغرقت اربعة أيام اذ أضاف في نفس الوقت اعتقد ان تلك المشكلة لا بد ان تحل سلميا من خلال الحوار . واتفق روه ورئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي في اجتماع قمة يوم السبت الماضي انهما سيسعيان الى حل دبلوماسي للازمة الكورية الشمالية لكنهما اختلفا بشأن كيفية تحقيق هذا الهدف. واكد روه اهمية الحوار فيما تحدث كويزومي عن رد اكثر صرامة اذا صعدت بيونجيانج الموقف. وقال روه كوريا الجنوبية واليابان عرفا معا في القرن الماضي مأساة الحرب. تلك الجراح لم تندمل بعد . وطالما القى الحكم الاستعماري الياباني لكوريا بظلاله على العلاقات بين الجارتين لكن روه حاول الا يسمح للتاريخ بافساد زيارته كي يركز على الخطر الذي يتهدد البلدين من جانب كوريا الشمالية. واضاف روه تصعيد الصراع والتوترات في شبه الجزيرة الكورية وجنوب شرق اسيا سيكون موقفا في غير صالحنا جميعا. هذا هو السبب الملح الذي يجعل من المحتم علينا حل القضية الكورية الشمالية النووية سلميا .