بعد تسجيل 98 حالة تداخل بين حركة السفن وحركة الحيتان أدت إلى وفاة 13 حوتاً في عامين نتيجة الاصطدام المباشر بالسفن المارة عبر قناة بنما؛ قرر علماء بنما وضع خطة لتقييد السفن والقوارب وإلزامها بممرات محددة تسير من خلالها. وكان ذلك عقب الانتهاء من بحث حركة الحيتان التي رصدتها الأقمار الصناعية والتي أظهرت أن تلك الحيتان تسبح في الممرات الخاصة بالسفن في الخليج الذي يقع خارج مدخل القناة من جهة المحيط الهادئ، حيث إن الحيتان تقوم بالولادة في أرخبيل لاس بيلاس الذي يبتعد عن مدخل القناة الجنوبي بنحو 60 كيلو متر؛ الأمر الذي يسبب إزعاجا شديدا للحيتان. وقد تتسبب السفن في إنهاء حياتها، ويهاجر حوالي 900 حوت من الحيتان الحدباء باتجاه الشمال من موطنها الصيفي لتصل إلى بنما أواخر يونيو. في حين تمر حوالي 17 ألف سفينة دولية محملة بالبضائع عبر القناة كل عام. وكانت حكومة بنما اقترحت تحويل السفن التي تمر عبر ممرات متوازية على أن يكون أحدها مدخلا للقناة والآخر مخرجا منها وتفصل بينهما مسافة ثلاثة أميال؛ الأمر الذي من شأنه أن يقلل المساحة التي تستغلها السفن في البحر وتقليل فرص تعرض الحيتان للاصطدام بالسفن بنسبة كبيرة. وخلال موسم التكاثر، تكون السفن ملزمة بالسير ببطء بمعدل 10 عُقدات في طريقها من القناة وإليها. وقد كانت هناك خبرة أمريكية في هذا الشأن حيث نفذت مشاريع مشابهة في موانئ الولاياتالمتحدةالأمريكية وتم إصدار كتيب إرشادي يستند على تلك الخبرات. أما على الجانب الشمالي من ناحية المحيط الأطلسي، وهي منطقة لا يتواجد بها عدد كبير للحيتان، اقترحت الحكومة نظاما يشمل ثلاثة ممرات منفصلة تسير في اتجاهات مختلفة، بالإضافة إلى أن المغرب كانت لها جهودها في استضافة خبراء دوليين لبحث حماية الحيتان في البحرين الأبيض المتوسط والأسود والمنطقة المتاخمة للمحيط الأطلسي، وإقامة تجارب لتقليل المخاطر المحدقة بالحيتان خاصة بعد ازدياد عدد الحيتان التي تذهب ضحية الحوادث مما جعل الجهود الدولية التي تنصب حول حماية الحيتان لأسباب علمية وثقافية وأخلاقية لا تدخر وسعاً في وضع التدابير العلمية والقانونية لحماية التراث البيولوجي للحيتان.