الخلق الانساني القويم, يأبى اي عمل خسيس او دنيء, واخلاق الفرسان التي تربينا عليها في هذه الأرض الطيبة, كانت تحتكم لمعايير الشجاعة والبطولة في عصور ما قبل الاسلام, واستقامت خلال الاسلام من خلال عدم ترويع الآمنين او استحلال دمائهم وارواحهم وممتلكاتهم.. الا بالحق وبما امر الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم). لذا كان غريبا علينا جميعا ان يخرج نفر يدعون انهم منا, ويفعلون ما يفعلون يقتلون ويخربون ويرهنون ويستحلون لأنفسهم مالم يأمر به دين او شرع او قانون وضعي. ما حدث في الخبر, وقبله في ينبع والرياض ومكةالمكرمة من حوادث ارهابية استهدفت مدنيين ابرياء واطفالا ومقيمين عاشوا بيننا, اساءة بالغة للدين الحنيف الذي يتشدق هؤلاء بأنهم يلتزمون به, وإهانة لمجتمعنا الطيب الذي لم يعرف عبر تاريخه الطويل اي نموذج للعدوان او الجور او العسف او الاعتداء على حقوق الغير. كيف يستطيع هؤلاء ان يناموا ملء عيونهم وهم يفجرون وينسفون ويزهقون ارواحا بريئة؟ كيف يستطيع احدهم ان يدعي انه يتوضأ بعدما غسل يديه بدماء لا ذنب لها؟ وكيف يجرؤ واحد منهم على ان يقف امام ربه بزعم الصلاة وهو قاتل ومجرم ومدعي؟ هؤلاء يتحدثون باسم الاسلام, ويتشدقون باسم الاسلام وكأننا في مجتمع غير مسلم او كأننا غير مسلمين؟ هل انتشر الاسلام المتسامح بهذه الطريقة؟ وهل فتح المسلمون الأوائل بلاد الدنيا بالقتل والتفجير ورهن الرهائن؟ الرسول - صلى الله عليه وسلم - حاور مشركي مكة, وعاهد يهود المدينة ولم ينكث او يغدر, بل انه عند الهجرة امر عليا - رضي الله عنه - برد دين كان عنده ليهودي. الغدر ليس من شيمة المسلم الحق, والخيانة ليست من سمات المؤمن الحق, والاعتداء على الآخر ليس صفة اسلامية.. ونحمد الله ان هذه القلة القاتلة ستلقى مصيرها الشرعي المحتوم, اما ان تلقي عقابها بنفس ما اقترفت, او بتطبيق الحد الشرعي عليها, ولهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب أليم ولكن يتبقى علينا المهمة الأصعب, يتبقى علينا نحن المواطنين الا نكتفي بالإدانة فقط, انما بغرس السلوك القويم في نفوس ابنائنا, وتنمية قيم التسامح في مدارسنا وترسيخ عناصر الالتفاف حول قيادتنا والشعور الوطني الواحد في كل مكان وفي كل قرية وفي كل هجرة ومدينة. علينا كمسؤولين ومعلمين ومعلمات وتربويين وتربويات ان نباشر سريعا احتواء كل مظاهر التطرف او الغلو ومعالجتها وهدايتها, ومن اجل ابنائنا وبناتنا, الذين هم عدة وطننا. حمى الله وطننا من كل سوء, ورد كيد الكائدين الى نحورهم انه سميع قريب مجيب الدعاء. وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية