قال باحثون ان الامراض العقلية والنفسية بدءا من الاكتئاب الحاد الى نوبات الغضب الجامح شائعة في العالم بصورة تبعث على الدهشة وأن معظم الحالات السيئة لا يتم علاجها. وأظهرت اكبر دراسة منسقة للامراض النفسية على مستوى العالم ان النسب تختلف بشدة فقد ظهرت أعراض الامراض النفسية على 3ر4 % من سكان شانغهاي في الاثني عشر شهرا الماضية بينما كانت النسبة في الولاياتالمتحدة 26 %. وقال رونالد كيسلر من كلية هارفارد للطب في بوسطن والذي أشرف على الدراسة لصالح منظمة الصحة العالمية انه حتى اذا لم يخف الناس تاريخ مرضهم النفسي وهو ما يفعله الكثيرون بلا شك فان المشكلة ضخمة. وأظهرت الدراسة التي أجراها فريقه ونشرت في دورية الجمعية الطبية الامريكية أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون امراضا نفسية حادة لا يحصلون على علاج على الاطلاق بينما يعالج كثيرون ممن يعانون مشاكل صغيرة. وقال كيسلر في مؤتمر صحفي أمس الاول : من الواضح من هذه النتائج ان الامراض "النفسية" الخطيرة لا يتم علاجها بدرجة كافية. وعولج 60 % ممن أصيبوا بأمراض نفسية خطيرة في اسبانيا وفرنسا بينما لم يعالج سوى 50 في المئة من نفس الفئة في بلجيكاوالولاياتالمتحدة وهولندا والمانيا. الا أنه في دول مثل لبنان وكولومبيا والمكسيك واوكرانيا لم يعالج من المصابين بأمراض نفسية خطيرة سوى 20 %. وقال كيسلر انه في الولاياتالمتحدة يحصل المصابون بأمراض نفسية صغيرة من الاغنياء على علاج وليس الفقراء الذين يعانون امراضا خطيرة. وتضمن فريق كيسلر 100 خبير يساعدهم ثلاثة آلاف في اجراء المقابلات مع أكثر من 60 ألف شخص من البالغين في 14 دولة. وشارك ضمن الفريق أطباء نفسيون مدربون لاكتشاف الاعراض غير الظاهرة للامراض النفسية. وقال كيسلر ان المرضى في بعض الدول كانوا أكثر تقبلا للتصريح بأنهم يعانون امراضا عقلية ونفسية مثل الوسواس القهري والبوليميا واضطرابات ما بعد التعرض للصدمات النفسية. واضاف قائلا : دائما نجد النسب عالية في الولاياتالمتحدة ولا نعرف ما اذا كان هذا صحيحا أو أن الناس في الولاياتالمتحدة اكثر استعدادا للاعتراف بما يعانون. وبين من اجريت معهم مقابلات في اليابان قال 5 في المئة انهم يعانون نوبات قلق. وكانت النسبة في الصين أقل من 4 في المئة مقارنة مع 18 % في الولاياتالمتحدة.