الناظر والمتأمل فيما يجري في هذا الزمان وفي كل مكان من المصائب والفتن يدرك حقيقة ما اخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من وقوع هذه الفتن المدلهمة التي تدع الحليم حيران، ومن هذه الفتن العمياء ما شهدته بلادنا الغالية بلاد الحرمين حرسها الله من اعتداءات غاشمة من فئة ضالة راحت تعبث في امن البلاد وتقوم بأعمال اجرامية من قتل ارواح الابرياء وسفك للدماء وتدمير للمنشآت واعتداءات على رجال الامن ونسف للمباني والمنشآت وترويع للآمنين ومن آخر اجرامها ما قامت به من اعتداء على مبان لشركات وقتل بعض من فيها وقتل ارواح ابرياء منهم طالب في التاسعة من عمره وهو ذاهب لمدرسته واحتجاز رهائن لا ذنب لهم وترويع للآمنين. تساءلنا كثيرا عما يريده هؤلاء ومن المستفيد من اعمالهم ومن يقف وراءهم الى غير ذلك من الاطروحات وها نحن اليوم نعاود الكرة مستنكرين لهذا الحدث ونلتقي مع بعض العلماء والتربويين ليدلوا بدلوهم تجاه حادث الخبر وما سبقه من احداث. في البداية التقينا بفضيلة الشيخ محمد بن عبدالله الزبن رئيس ديوان المظالم بالمنطقة الشرقية والذي تحدث عن هذه الاعمال الاجرامية قائلا: لاشك ان حادث الخبر الاخير حادث اجرامي ومنكر عظيم لا يقره شرع ولا دين وليس ثمة مستفيد من ذلك الا اعداء الله فهذه الاعمال لا يستفيد منها احد ولا تخدم هدفا ولاتحقق ثمرة بل على العكس فنتائجها سيئة وعواقبها وخيمة. ومن هذه الآثار السيئة.. انه قتل للأبرياء وانتهاك لحرماتهم.. وترويع للآمنين.. واتلاف للممتلكات وزعزعة للامن.. لذلك يجب اظهار ما لدى هؤلاء الآثمين من شطط فكري، ويجب منع مخططاتهم الاجرامية التي تستهدف ازهاق الارواح وذلك بالوقوف صفا واحدا مع قادة هذه البلاد التي ولد ابناؤها على الفطرة الصحيحة، ثم نشأوا وترعرعوا في كنف مجتمع مسلم آمن شاكر لانعم الله تعالى. يجب الوقوف صفا واحدا في مواجهة هذا الخلل الحاصل، ويجب بذل الجهد في ازالة هذا الفكر الغريب من الافكار المضللة والتأويلات الفاسدة والعودة الى ما يرضي ربنا. واشار فضيلته الى ان الامة تعرضت في حقب متعددة الى من خالفها وخرج عن خط سيرها الوسطي.. لكن هذا المخالف سرعان ما اضمحلت افكاره وعاد الكثير منهم الى رشده وصوابه. وهذا الذي يؤمله ان يهدي الله ضالي المسلمين ويردهم الى جادة الحق والصراط المستقيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا كتاب الله وسنتي). واشار الشيخ الزبن/ الى حادث الخبر فقال انه عمل اجرامي وقع في منطقة سكنية فقتل الطفل وقتل البريء وروع الآمن.. وانتهكت الحرمات.. وهذا وأمثاله جريمة منكرة شنعاء، ودين الاسلام الحنيف ينكر كل اذاية للناس.. (والله لايحب الفساد). ووضح الزبن أن الانسان يحزن لمثل هذه التصرفات من اناس يعتقدون خطأ ان هذا من الدين.. ولكنه لايمت الى الدين بصلة وانما هو عمل شنيع على ارض مباركة تحكم شرع الله وتقيم حدوده نسأل الله ان يحفظ علينا ديننا وان يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه. كما تحدث عن حادث الخبر الاثيم فضيلة الشيخ عبدالرحمن ال رقيب مساعد رئيس محاكم المنطقة الشرقية قائلا : ان ما حدث في مدينة الخبر من عمل اجرامي انما هو من الافساد في الارض (والله لايحب الفساد) ويقول تعالى (إن الله لا يحب المفسدين) فهذه الاحداث لابد ان يعلم هؤلاء وغيرهم انها اعمال تترتب عليها مفاسد عظيمة منها: اولا : قتل النفس المعصومة بغير حق والنفس المعصومة إما ان تكون مسلمة او غير مسلمة لكنها مستأمنة ومعاهدة. وكلا النفسين لا يجوز قتلهما بغير حق. قال تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا أليما) هذا في حق النفس المؤمنة اما النفس المعاهدة وهي التي دخلت البلاد واعطيت الامان من السلطان فلا يجوز قتلها يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها توجد من مسيرة اربعين عاما) رواه البخاري. ثانيا : زعزعة الامن والاستقرار. ان بلاد الحرمين الشريفين غدت مضرب مثل في امنها واستقراها وغدت مطلبا لكل من يرغب الامان على دينه ونفسه وعرضه وماله. ولكن هذه الاعمال الاجرامية تعكر صفو الامن وكم في ذلك من المفاسد والمخاطر حين يحل الخوف محل الامن والزعزعة محل الاستقرار والانفلات محل الهدوء. ثالثا: الخروج على ولاة الامر بغير حق وهذا لا يجوز وفيه شر عظيم وفساد كثير فالواجب على المؤمن السمع والطاعة لولي الامر بالمعروف. قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) النساء 59. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة ومات مات ميتة جاهلية) رواه مسلم. د/ عبدالرحمن السميط رئيس لجنة مسلمي افريقيا ورئيس تحرير مجلة الكوثر تحدث عن الاحداث الاليمة التي مرت بالمملكة جراء قيام هذه الفئة الباغية بأعمال اجرامية لايمكن ان يقرها دين ولا عقل سليم حيث قال : أياد خفية لايستفيد من هذه الاحداث الا اعداء الله اولا واخيرا، واعتقد ان هناك ايادي خفية تغذي هذا الفكر المنحرف، ومشكلة هؤلاء الشباب الذين يجتهدون في الكهوف ثم يريدون ان يجروا الامة كلها نحو نتائج اجتهاداتهم ، فالامة لا يمكن ان تدفع ثمن اخطاء هؤلاء، فالامة الاسلامية فيها علماء اجلاء ثقات يجب ان يرجع هؤلاء الشباب وغيرهم لهم كما ان هناك مجمعات علمية وفقهية كمجمع الفقه الاسلامي في مكة وغيره من الهيئات والجمعيات فلماذا لا نلجأ لهم والله عز وجل يقول (فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) لكن المصيبة ان يأتي شباب صغار السن ويجتهدوا اجتهادات خاطئة وهم اساسا لم يسلكوا طريق العلم الشرعي الصحيح ثم يأتوا لفرض آرائهم علينا هذا امر مرفوض. واجبنا كتربويين ومعلمين وتحدث الاستاذ علي بسان الزهراني مدير ادارة الاشراف التربوي بتعليم الشرقية عن حادث الخبر قائلا : ان حادث الخبر وماسبقه من احداث اجرامية دامية اقض مضاجعنا وآلمنا كثيرا فنحن بلد الامن والامان وستبقى بلادنا كذلك بإذن الله رغم الاحداث ورغم عبث المفسدين, وحادث الخبر الذي تزامن مع موعد الاختبارات النهائية لعامنا الدراسي المنصرم اقلق الجميع وزاد من المضاعفات النفسية فبينما الناس والاسر والطلاب منهمكون ومشغولون في جو الاختبارات اذا بهم يفاجئون في اول يوم منه بهذا الحدث الاجرامي وهذا ينعكس على الاختبارات فينشغل الجميع بمتابعة هذا الحدث لاهميته، اما المجرمون فهم لا يهمهم التوقيت ولا غيره ولكن ثقتنا بالله كبيرة ثم بولاة امر هذه البلاد وبرجالها البواسل رجال الامن في متابعة فلول هؤلاء المفسدين وقطع دابرهم بإذن الله. اما واجبنا كتربويين ومعلمين ان نبث روح الوعي لدى الناشئة من عدة نواح ومنها ان نكون نحن جميعا قيادة وشعبا لحمة واحدة في حربنا ضد من يعكر صفو امننا او يريد النيل منا وهذا ما يميليه علينا ديننا. ثانيا : يجب علينا نحن كتربويين ان نعري حقائق هذه الفئة للناشئة وذلك بشواهد ماجنته ايديهم. ثالثا : التحذير من التعاطف او التأثر بأي فكر دخيل ووجوب الرجوع الى العلماء وطلبة العلم الثقات. رجال الدفاع المدني يحملون جثة رهينة بعد اقتحام الموقع سيارة أحرقها الارهابيون في مواجهة الخبر