حوادث التفجير الإجرامية التي شهدتها بلادنا مؤخراً أقضت منا المضاجع وأدمعت المحاجر وآلمت الأفئدة ذلك لأن بلادنا لم تعهد ولم تشهد مثل هذه الحوادث من قبل بل إنها على عكس ذلك تماماً إنها أرض الأمن والأمان ومازالت وستبقى بإذن الله وما هذه الحوادث الأليمة الا فتن مدلهمة نزلت بساحاتنا وستزول بإذن الحي القيوم. الصورة واضحة كنا نتساءل عن أمور كانت تحير العقول غير أن كثيراً من الرؤى غدت واضحة ويتفق عليها الجميع @ لقد كنا نتساءل من وراء هذه الأعمال الإجرامية؟ @ وما الهدف منها؟ @ ومن المستفيد من ورائها ولصالح من؟ @ إلى غير ذلك من الأسئلة. في لقاء اتسم بالشفافية والوضوح التقينا بفضيلة الشيخ محمد الزبن رئيس ديوان المظالم بالمنطقة الشرقية، وفضيلة الشيخ خالد الرشودي رئيس محكمة بقيق وقد تحدثنا حول هذه المستجدات فإلى الحوار: دوحة أمن في البداية تحدث الشيخ محمد الزبن قائلاً: هناك مسلمات لا يمكن إغفالها أو تجاهلها ومن هذه المسلمات أولاً: أن بلادنا كانت ومازالت دوحة أمن وأمان بفضل الله ثم بفضل قيامها على التوحيد وإقامة شرع الله ومثل هذه الحوادث تروع الآمنين وتنزع الأمن والأمان اللذين هما أساس الحياة قال تعالى( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) أمة مستهدفة ثانياً: إننا لسنا بحاجة للتساؤل عن المستفيدين وراء هذه الأعمال إذا المستفيد الأول والأخير هم أعداء الإسلام والمسلمين وأعداء هذه البلاد الحاقدون فنحن أمة مستهدفة من قبل أعدائنا وهذه البلاد بالذات مستهدفة لأنها تمثل منبع الإسلام ومنطلق وحدة المسلمين وكم هو مؤلم أن يكون شبابنا أداة في يد أعدائنا. عمل مرفوض مهما كانت مبرراته ثالثاً: إن حادث التفجير الذي حدث في مبنى الأمن بالرياض وكذلك ما حدث في ينبع لهو عمل مشين ومنكر عظيم لا يرضى به مسلم ولا يقره عقل وإنكار هذا الأمر واجب على كل مسلم مهما كانت الدوافع ومهما كانت المبررات والأسباب فلا يمكن قبول هذا الأمر ولا قبول صاحبه البتة لما في تلك الأعمال الإجرامية من آثار وإفساد في الأرض ومن هذه الآثار قتل أرواح الأبرياء وسقوط عشرات الجرحى وترويع الآمنين وأتلاف الممتلكات كل ذلك من الإفساد في الأرض الذي حرمه رب العزة والجلال، ونهى عنه.. لأن الإنسان إنما وضع في الأرض لإعمارها وبنائها والإحسان فيها، وليس للهدم والقتل والاعتداء على أرواح الآخرين المعصومة التي لا يجوز إيذاؤها فكيف بقتلها!! الوسطية في بلادنا رابعا: وأشار الشيخ الزبن أثناء حديثه ل (اليوم) الى التدين الصحيح فقال: التدين الصحيح والفهم السليم لا يسمحان للانسان أن يقدم على مثل هذه الاعمال بأي حجة من الحجج الواهية بل على العكس ان الدين يحارب هذه الامور ويحذر من الاعتداء بأي نوع من أنواعه ولقد حذر الإسلام من قتل النفس المعصومة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا عند الله أهون من قتل مسلم) ويقول عليه افضل الصلاة والسلام: ( لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) ويقول صلى الله عليه وسلم : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة) واضاف : إن ترويع الناس , وانتهاك حرماتهم والاعتداء على دمائهم واعراضهم واموالهم وحرياتهم بغير وجه حق داخل تحت مسمى الفساد والافساد. نحن وولاة الامر الشيخ الزبن شدد على عدم التعاطف مع هؤلاء القتلة وان التعاون بين الحاكم والمحكوم امر ضروري وتبليغ الجهات المسؤولة لدفع ضررهم ودرء مصائبهم واجب , قال الله تعالى: ( ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها) وقال سبحانه : ( ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين) واكد فضيلة رئيس فرع ديوان المظالم بالشرقية على تحصين الشباب بالعلم والعقيدة لأن الانحراف عن العقيدة هو مصدر الشرور, وان دين الإسلام جاء للحفاظ على الضروريات الخمس : النفس والدين والعقل والمال والعرض , واشاد الى ان هذا التحصين واجب العلماء والمعلمين والآباء وهو مسؤولية الإعلام ايضا. إفساء وباطل اما الشيخ خالد الرشودي رئيس محكمة بقيق فقد تحدث عن هذه المأساة قائلا: بكل أسى وحزن فقد تابع الجميع حادث التفجير الذي استهدف مبنى الإدارة العامة للمرور بالرياض الذى خلف وراءه قتلى وجرحى مسلمين معصومي الدماء واصاب أناسا أبرياء وآذى الآمنين، وخلف وراءه اعتداء على الأموال والممتلكات العامة والتي لا يجوز شرعا الإضرار بها , وكذلك ما حدث في ينبع مؤخرا كل هذه أعمال لا يمكن إقرارها ففسادها وآثارها واضحة لكل ذي عقل ودين. الشيخ الرشودي قال: انني اذكر هؤلاء بقول الحق تبارك وتعالى: ( ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون). انني اذكرهم بالرجوع الى الحق والاذعان له ونبذ العنف والقاء السلاح انني اذكر كل من ابتعد عن تعاليم الاسلام بالعودة اليها لأن فيها الأمن والأمان وعلى كل من تسول له نفسه الإضرار بالآخرين أو ايذائهم أن يفيق من غفلته , ويرجع الى صوابه , ويؤوب الى رشده. اذكر هذه الفئة بالتوبة من سوء العاقبة ومن اعوجاج السلوك والاعمال المشينة واذكرهم بترك التأويلات الفاسدة التي يستبيحون فيها الدماء البريئة ويخلون بامن الوطن , ويحرقون ممتلكات محترقة واضاف الشيخ الرشودي: لأن إجماع العقلاء والصلحاء والعلماء والدعاة على تجريم هذه الاعمال التخريبية المشينة يكفي لردعهم وأن هذه الأعمال التخريبية ليست من دين الاسلام , ولا من اخلاق المسلمين.