قال الله تعالى: ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون , ان الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم) آية / 41 42 العنكبوت يضرب الله هذا المثل لحقيقة القوى المتصارعة في هذا المجال . ان هناك قوة واحدة هي قوة الله وما عداها من قوة الخلق فهي هزيلة واهنة من تعلق بها او احتمى فهو كالعنكبوت الضعيفة تحتمي ببيت من خيوط واهية فهي وماتحتمي به سواء.. هنا تصوير لحقيقة القوى في الوجود. 1 قوة الحكم والسلطان .. يظنونها القوة القادرة العاملة على الارض فيتجهون اليها بمخاوفهم ورغباتهم ويخشونها ويفزعون منها ويرتضونها ليكفوا عن انفسهم اذاها أو ضمانا لحماية انفسهم. 2 قوة المال الخادعة لهم ويحسوبنها المسيطرة على اقدار الناس والحياة ويتقدمون اليها في رعب ورهب ويسعون للحصول عليها ليستطيلوا بها ويتسلطوا على الرقاب. 3 قوة العلم .. التي يحسبونها أصل القوة واصل المال واصل سائر القوى التي يصول بها من يملكها ويجول ويتقدموا اليها خاشعين كأنهم عباد في المحاريب. وهذه كلها تخدعهم في ايدي الافراد والجماعات فيدورون حولها ويتهافتون عليها كما يدور الفراش على المصباح ويتهافت على النار وينسون القوة الوحيدة التي خلقت هذه القوة الصغيرة والتي تملكها وتمنحها وتوجهها وتسخرها كما تريد حيثما تريد.. وهذا الالتجاء منهم كالتجاء العنكبوت الى بيتها .. حشرة صغيرة رخوة واهنة لا حماية لها من تكوينها الرخوي ولا وقاية لها من بيتها الواهن وما تملك من القوة ليس سوى خيوطها. يقول الدكتور بدوي في كتابه (من بلاغة القرآن) (فوجد في العنكبوت ذلك الحيوان الذي يتعب نفسه في البناء ويبذل جهده في التنظيم وهو لا يبني سوى اوهن البيوت واضعفها فقرت تلك الصورة المحسوسة للأمر المعنوي فزادته وضوحا وتأثيرا) وعن عمرو بن مرة قال..(ما مررت بآية من كتاب الله لا اعرفها الا احزنني لاني سمعت الله تعالى يقول(وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون) عفاف عايش حسين كاتبة وتربوية