آه.. يا محمد طفل عائد.. بصحبة أبيه عائد من احد المحال التجارية يسيران وحدهما في الطريق والحب يشع في عيني ذلك الصغير (محمد). كالسراب تهرب المسافات تحت خطاه.. وكالغريب يرفضه الزمن. نوافذ قلبه الصغير لم تعرف معنى لوحشية السلاح. اخترق الطرقات يهودي ثائر.. بأسلحته الغاضبة.. ليفترس براءة طفل يسير تحت ظل والده، امام جدار اهلكه الزمن. بابا.. احمني.. خبئني.. انا خائف.. شهقة طفل تمسك بيد والده وانتهى. ما ذنبي يا أبي.. كي يقتلوني.. كي يبعدوني.. عنك يا أبي وعن أمي واخوتي يحرموني.. اتى الصوت ثائرا.. اخترق الطرقات. وجوع الرصاص التهم براءة الصغير محمد. آه يا محمد.. يا صغيري.. توقفني حواجز الكلمات الصعبة.. كنت بجانبي للحظة.. ابحث عنك فيقولون: محمد قد مات. اقيس صوتك يا صغيري بانهياري.. بموت مدينتي بموت القدس امام ناظري. آه يا محمد.. لقد اغتالوك قهرا.. لانك طفل فلسطيني.. وهذه تهمة تستحق عليها القتل. لن ينسى التاريخ وجهك.. لأنك لم تمت.. ستعود الينا في زمن لا يتخيله رسام ولا شاعر ولا يهودي حاقد.. ستعود.. وتعود لن قدسنا وأمة محمد. عبير بنت عبدالله المانع