عزيزي رئيس التحرير لقد اصبح من اللازم على كل مجتمع يريد اللحاق بالعصر المعلوماتي ان ينشئ اجياله على ثقافة الحاسب الآلي وتقنياته، ويؤهلهم لمجابهة التغيرات المتسارعة في هذا العصر، فالتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات والفضائيات والحاسبات الآلية عبر شبكة الانترنت الذي تشهده البشرية في العصر الحديث يلقي بظلاله ونتائجه على كافة جوانب الحياة، والعلاقات بين الافراد والدول، حيث اصبح العالم بمثابة بلدة واحدة، زالت الحواجز التقليدية بين اقطارها وارتبط ابناؤها بشبكة يسبح فيها الجميع بحرية ومن ثم ظهرت بذور الخير للاستفادة من ثمار التواصل والمعرفة وبذلك يكون التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الحديث قد فتح آفاقا ضخمة امام تقدم البشرية وتحقيق مستوى افضل من الحياة. ونحن وبكل شفافية نعترف بان مجتمعنا السعودي يضم جماعة تسيء استخدام الحاسب الآلي وشبكة الانترنت بل وكذلك توجد جماعة اخرى تضم مختلف الفئات العمرية مازالت تعاني امية الحاسب الآلي وشبكة الانترنت رغم أهمية الحاسب وشبكة الانترنت في الوقت الذي يقوم فيه الكثير من جهات القطاع الخاص بالمملكة كشركة الاتصالات السعودية وشركة الكهرباء السعودية (سكيكو) والعديد من البنوك و.. الخ، بتقديم العديد من الخدمات للجمهور بطريقة الكترونية. ولقد اعلنت حكومتنا الرشيدة وفقها الله انها متجهة الى التحول في غضون السنوات المقبلة الى حكومة الكترونية وذلك يعني انها ستقوم بتحويل المصالح الحكومية والقطاع العام نحو قضاء وظائفها ومهامها فيما يتعلق بخدمة الجمهور او فيما بينها وبعضها البعض، بطريقة الكترونية، عن طريق تسخير تقنية المعلومات ووسائل الاتصالات الحديثة بما فيها شبكة الانترنت في اداء هذه المهام وذلك لتوفير الوقت والجهد والمال. جدير بالذكر انه وانطلاقا من اهمية الحاسب الآلي وشبكة الانترنت يقوم الكثير من المدرسين بالمدارس والمعاهد والكليات بالجامعات السعودية - حفظهم الله - ومنذ بداية دخول شبكة الانترنت للمملكة بتشجيع الطلاب وتأهيلهم على استخدام الحاسب الآلي والاستفادة من شبكة الانترنت وذلك بأن جعلوا الحاسب الآلي والانترنت عنصرا اساسيا في عملية التدريس وفي مختلف المناهج التعليمية حيث قام بعض هؤلاء المدرسين بانشاء مواقع خاصة بهم على شبكة الانترنت وذلك لاتاحة الفرصة للطلاب الذين سيدخلون الموقع على استرجاع ما درسوه بالاضافة لاتاحة الفرصة امامهم لمعرفة درجاتهم ولطرح اسئلة وتلقي اجابات عنها من خلال الموقع. كما قام بعض المدرسين باستخدام بريدهم الالكتروني كوسيط بينهم وبين طلابهم وذلك بتبادل الرسائل والاوراق المطلوبة في المواد الدراسية والواجبات المنزلية بل الاستفسارات ايضا. ويقوم بعض اساتذة الجامعات بتشجيع الطلاب الذين توجد لديهم معلومات ومواهب تقنية وغيرها على القاء محاضرات تثقيفية لزملائهم الطلاب وللغير ممن يرغبون في حضور تلك المحاضرات. ومن هنا نستطيع ان نقول: إن هؤلاء المدرسين يسعون الى نشر ثقافة معلوماتية وتقنية بين الطلاب كما يهدفون الى تسهيل وتطوير الاساليب السائدة في التدريس وطرقه. وفي نهاية هذا المقال نرى انه قد حان الوقت لوزارة التعليم العالي ان تعترف بالجامعات المفتوحة تلك التي تعتمد وبشكل كبير على الحاسب الآلي وشبكة الانترنت في التدريس والتواصل مع طلابها، ونرى كذلك انه قد اصبح من الضروري على وزارة المعارف ان تعيد النظر في المناهج التعليمية الخاصة بعلوم الحاسب الآلي وكذلك في الاساليب النمطية السائدة في التدريس كما نرى ضرورة اعداد وعرض برامج تليفزيونية وغيرها لتعليم علوم ومهارات استخدام الحاسب الآلي وشبكة الانترنت حتى يتم محو امية الحاسب الآلي والانترنت وتتم تنمية قدرات المواطنين والوافدين في هذا المجال ولكي يهيأ المواطن والمقيم لقبول فكرة الحكومة الالكترونية، وحبذا لو قام كل مواطن باستخدام قدراته والوسائل المتاحة لديه بالشكل السليم وبشتى الطرق كل حسب مجاله لتقوية وتطوير الوطن ولنفع كل مواطن ومقيم بالمملكة. عبدالله الرقيطي وفهد البراك - الدمام