لا يختلف اثنان على أن أمية العصر لم تعد أمية القراءة والكتابة، بل أصبحت الأمية بمقاييس هذا العصر، الجهل باستخدام الحاسوب والإنترنت. وقد سعت الدول والمنظمات والهيئات الدولية إلى إطلاق برامج وخطط كثيرة في محاولة منها للقضاء على أمية العصر. وفي محاولة لمواكبة هذا التوجه تخطط وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لإطلاق مبادرة قوافل للتدريب الإلكتروني، وفكرة هذه المبادرة إطلاق عدد من الحافلات المجهزة بأجهزة الحاسب الآلي المتصلة بالإنترنت، تستخدم كمعمل متنقل يجوب المناطق الريفية والقروية لتدريب المواطنين غير القادرين على اقتناء أجهزة الحاسب الآلي وليس لديهم اتصال بالإنترنت. والهدف من هذه القافلة نشر الثقافة الإلكترونية وردم الفجوة الرقمية بين فئات المجتمع المختلفة، خصوصاً محدودي الدخل في المناطق الريفية والقرى والمدن الصغيرة، وتوفير التدريب الأساسي مجاناً لهذه الفئات. والمستهدفون من هذا المشروع طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وسكان المناطق المذكورة آنفاً. يشتمل برنامج التدريب على مواد تدريبية وقرص مدمج يحتوي على المادة العلمية للتعريف بأهمية الاتصالات وتقنية المعلومات في هذا العصر، والتدريب على إجراءات الحصول على الخدمات الإلكترونية، والأشياء الضرورية واللازمة لاستخدام الحاسب والإنترنت، ويكون التدريب بواقع عشر ساعات تدريبية لكل مجموعة من المتدربين. الجدير بالذكر، أن هذا المشروع أحد المشاريع المقترحة في الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات. وقد بدأت بعض مشاريع هذه الخطة تظهر على حيز الوجود ولله الحمد ومنها هذا المشروع (قوافل للتدريب الإلكتروني)، وتهدف الرؤية المستقبلية لهذه الخطة إلى التحول إلى مجتمع معلوماتي واقتصاد رقمي لزيادة الإنتاجية وتوفير خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات لكافة شرائح المجتمع في جميع أنحاء البلاد، وبناء صناعة قوية في هذا القطاع، لتصبح أحد المصادر الرئيسة للدخل. ومشاريع هذه الخطة كثيرة ومتنوعة وتطبيقها كفيل بالتحول لمجتمع المعلومات والمعرفة وتحقيق توجهات الدولة في هذا الجانب. * عضو مجلس الشورى