إنسان اليوم يصبح ويمسى على تطورات متلاحقة ومكتشفات مذهلة ، وبالطبع، التغيير الرئيسي هو صعود وانتشار التكنولوجيا بالتركيز على جهاز الحاسوب الذي يعد من مبدعات هذا العصر والذي ساعد على إيجاد حضارة راقية. وقد تحدث قبلي كثير من المختصين المخلصين عن أن أمية العصر هي (الأمية الحاسوبية ) وبدأ الانطباع أكثر وأكثر بأن من لا يفهم كيفية استخدام الحاسوب لا يستطع إدارة شؤونه ولا يفهم في الاقتصاد العالمي.. اقتصاد المعرفة. وعدم إتقان التعامل مع الحاسوب سيجعل مستقبل العاملين بمستوياتهم كافة في وضع حرج مع وظائفهم.. فكيف لإنسان اليوم أن يدير شؤونه بشكل صحيح بدون معرفة الأمور الأساسية للحاسوب؟ وكما يقول احد المستشارين الوظيفيين بان هؤلاء (يطلقون أنفسهم النار على أقدامهم). وتشير الدراسات الى أن 78% من البالغين وفي سن العمل في أمريكا يستخدمون الكمبيوتر في العمل أو المنزل.. ويقول رئيس شركة CareerQues للمشورة المهنية الأمريكية دان سوتيريا ان هناك الكثير من الناس الذين تزيد أعمارهم عن 45 أو 50 خائفون من الكمبيوتر لأنهم لم ينموا معه.. ولكن العديد منهم قهر الخوف وأصبح نحو 54% منهم يستخدمونه مقابل 38 % قبل خمس سنوات. لست أريد أن اكرر ما قاله الخبراء ولكن أريد أن أقول حذار من البطء في محو هذه الأمية وبناء مجتمع المعلومات وذلك بإدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في المنظومة التربوية ضمن خطة منهجية محددة لمحو أمية الحاسب الآلي ونشر الثقافة التقنية وتهيئة الجميع للتعامل مع الحاسب الآلي بتدريس على سبيل المثال مادة الحاسب الآلي لطلاب التعليم العام كافة مع تحديد عدد السنين التي يتوجب محو أمية الحاسب الآلي من خلالها. وتكون الأولوية للطلاب للتحول من القلم والسبورة إلى المفتاح والشاشة لاستثمار ما توفره تكنولوجيات الاتصال الحديثة ضمن مجتمع المعرفة والاقتصاد الجديد لدى المعلمين والطلاب على حد السواء. ولا يغيب عن الذهن تلك الجهود المخلصة الدءوبة التي قدمتها المؤسسات التعليمية في هذا المجال ، كما لا يفوتني التنويه بجهود الحرس الوطني السباقة في مجال محو هذه الأمية. ولعل من الضرورة الإشارة في هذا المقام على أهمية قيام المؤسسات التعليمية والتدريبية بتنظيم دورات تأسيسية ومتقدمة في الحاسب ذات مناهج مناسبة للبالغين وفي سن العمل ويحتاجون المساعدة في تخطى العقبات واللغة وذلك لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع بحدود بواقع 30 متدربا ويشرف على هذه الدورات خبراء مختصون مع توفير احدث الأجهزة والكتب حيث أن الانترنت مليئة بالمعلومات مع وجود حوافز مالية ومعنوية للملتحقين مثل اقتناء جهاز حاسوب مكتبي أو محمول حاسوب مجانًا مجهز بأدوات إيصال للنفاذ إلى شبكة الإنترنت وذلك للمنتظمين في هذه الدورات وبالخصوص الذين لديهم أسرة ولديهم الطموح لتكملة تعليمهم في المستقبل وبدون هذه المكافآت لن نتوقع التحاق الكثير أو العمل والإتقان الجيد من قبل الملتحقين.. كما وبالإمكان تنظيم معارض وورش عمل وتكون الشرائح المستهدف حضورها للفعاليات هي جميع فئات المجتمع بدون استثناء.