يشهد استاد الملك فهد الدولي بالرياض مساء اليوم واحدة من أقوى المواجهات وأسخنها في المربع الذهبي لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم والتي ستجمع الهلال والأهلي. القمة التي تجمع العملاقين الكبيرين لابد أن تكون مثيرة ليس لانهما الأهلي والهلال فقط بل لأن الفريقين قدما مستويات كبيرة في البطولة العربية التي شهدت تفوقهما، ولأن مواجهتهما اليوم أشبه بنهائي مبكر حيث لابد من فائز لينتقل للخطوة ما قبل الأخيرة لمواجهة الوصيف الشباب قبل اللعب على النهائي الغالي الذي بكل تأكيد تضع الأندية الأربعة المتأهلة للمنافسة عليه نصب عينيها على الكأس، لذا فان العناء لتخطي العقبة الأولى سيدفع الفريقين لبذل كل الجهود في سبيل ذلك، مما يضفي مذاقا آخر على هذه المواجهة المرتقبة. سباق الفريقين نحو تجاوز المرحلة التمهيدية لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين والوصول للمربع الذهبي كان مثير جدا واستحقاه بكل جدارة فالهلال جاء ثالث المرحلة التمهيدية برصيد 40 نقطة حققها من 12 فوزا و4 تعادلات وخسر 6 مباريات من 22 مباراة وخطف الهلال ميزة الأرض والجمهور التي تمنح له بصفته الثالث حسب نظام المربع الذهبي. أما الأهلي الضيف فقد وصل للمربع الذهبي بعد أن تجاوز آخر ثلاث مباريات له في الدوري الهلال 2/1 وأتبعه النصر اقرب منافسيه للدخول في المربع بالنتيجة نفسها وتعادل في المرحلة الأخيرة مع غريمه اللدود الاتحاد في مباراة مثيرة 3/3 ليرفع رصيده ل38 نقطة جمعها من 10 مباريات فوز و8 تعادل وخسر4. بالنظر لإحصائيات الفريقين في جدول الترتيب فإن الهلال يتفوق على الأهلي في عدد الفوز وفي عدد الأهداف المسجلة حيث سجل مهاجمو الهلال 40 هدفا في الدور التمهيدي مقابل 18 ولجت مرماه فيما سجل الأهلي 31 هدفا مقابل 21 ولجت شباكه.. وهذا نظريا يعطى الأفضلية الهجومية والفاعلية للأزرق لكنها معادلة يصعب القياس بها بتفوق الآخر على نظيره. فالظروف الصعبة التي عصفت بالهلال في مباراة الشارقة الاماراتي يأمل من خلال لقاء اليوم مدرب الزعيم ولاعبوه مسح آثارها بمواجهة الأهلي وعمل المدرب العجلاني بعد لقاء الشارقة باختيار افضل تشكيلة. في المقابل نجد أن الأهلي يعيش وضعا استقراريا فنيا عاليا وأداء لاعبيه ممتع كل هذا يلغي جميع المعادلات المحتملة.. فمن سيحسم الفوز لصالحه؟ فرصة فلامير لاصطياد العجلاني يخوض الفريق الهلالي المواجهة الكروية في ظل تداعيات الخسارة الثقيلة من الشارقة الاماراتي وخروج الفريق من بطولة آسيا، فالمعنويات هابطة والنفسيات تحتاج لعمل شاق من العجلاني لرفع الروح المعنوية للاعبين فهل يعمل فلامير البرازيلي مدرب الأهلي على استغلال الظروف الهلالية لحسابه بالبحث عن هدف مبكر يحطم معه ما تبقى للهلاليين؟ أم ينجح العجلاني في مواجهة الهجوم المبكر المتوقع من الأهلاويين ويعزز من معنويات فريقه بالصمود المؤقت بعدم ولوج أي هدف قد يعصف بالهلاليين؟ المدرب الأهلاوي وجد الأسلوب الأمثل للتعامل مع فريقه وتصحيح أوضاعه ووصل به للمربع الذهبي ونجح في البطولة العربية حتى الآن فهو مدرب قدير يملك الكثير من الأساليب الخططية الكفيلة بحل بقية لوغاريتمات الفريق الهلالي، واذا ما عمد الى تحريك لاعبي وسطه بجوار مهاجميه فإن ذلك سيعطيه فرصة ذهبية للضغط على دفاع الهلال وادخاله تحت تأثير هاجس شبح الخسارة والخروج من البطولة. أما العجلاني فقد بدأ بترميم خطوط الفريق وأعاد الدوخي للجهة اليمنى مصدر الخطورة الهلالية وتركي الشايع الوسط واحمد الصويلح للهجوم بجانب تراوري (العاجي) ويبقى العامل النفسي الأهم لدى العجلاني بإبعاد لاعبيه عنه فطرد هموم خسارة الشارقة أهم عامل لعودة الفريق للمنافسة على اللقب الأهم. مواجهة الحسابات الخاصة نتيجة مواجهة الليلة لن تخرج بين الفريقين عن حسابات الفوز الفرصة الوحيدة للوصول للخطوة التالية قبل الوصول للنهائي وقد تكون هناك حسابات اخرى تختلف عن المباريات السابقة وهي وصول المباراة لأشواط اضافية وضربات ترجيح في حال التعادل في 120 دقيقة أي أن العامل اللياقي هام في مثل هذه المباريات (مباريات خروج المغلوب) فالتطلعات الفنية هي واحدة والآمال الجماهيرية تلتقي في هدف واحد هو الوصول للمباراة النهائية بعد تجاوز عقبتين قبل الوصول لمتصدر الدوري الاتحاد الذي ضمن مبكرا اللعب على النهائي. مفاتيح الفوز أهلاوية بالنظر لخطوط الفريقين حراسة ودفاعا وهجوما نجد ان الفريقين متساويان من الناحية الفنية لكن الصراع سيحتدم في خط الوسط مفتاح الفوز للفريقين خاصة ان منطقة المناورة هي محور شن وصد الهجمات، وبنظرة سريعة للأسماء في الفريقين في خط الوسط نجد أن التفوق يميل لصالح الأهلي بوجود صاحب العبدالله وتيسير الجاسم العنصرين النشطين في الفريق الأهلاوي وهما يتفوقان على خالد عزيز والخثران لياقيا وبدنيا وفي سرعة تسليم الكرة وتغطية المناطق الفاعلة كما ان فاعلية حسين عبدالغني قائد الفريق الأهلاوي المتجدد ستضيف قوة الثنائي العبدالله والجاسم مقابل بطء حركة سعد الدوسري. وستكون القدرة للاعبي الفريقين على التمرير وصناعة اللعب للمهاجمين مع رباطة الجأش والهدوء عاملا مساعدا لترجيح كفة على الأخرى. عموما المواجهة نارية بين الفريقين ونتمنى أن يخرجا من ضغط عامل الخروج لاحدهما من المنافسة على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين حتى تستمتع الجماهير بمباراة تليق بسمعتهما الكروية وسمعة الكرة السعودية، والفريقان عندما يلتقيان نشاهد أداء مفتوحا وسباقا مثيرا نحو تقديم كرة رائعة. سامي الجابر طلال المشعل