حجز فريق الهلال مكانه مبكرا جدا بين الكبار في المربع الذهبي لدوري أبطال العرب ، و كرر الهلال عرضه أمام الأهلي و خطف تعادلا بطعم الفوز من الزمالك في قلب القاهرة لثاني مرة خلال شهر واحد في مباراة كان بطلها الأول عزيمة وإصرار لاعبي الهلال على تحقيق نتيجة إيجابية تريحهم مبكرا من عناء الدخول في حسابات معقدة للصعود، و بالفعل نجحوا في الصعود و ترك المقعد الآخر لفريقي الزمالك و الطلبة العراقي ليتصارعا عليه وإن كان الزمالك قد حسم هذا الصراع أيضا- تقريبا - لصالحه إذ يكفيه التعادل مع الطلبة بالقاهرة أو فوز الهلال على الطلبة ليلحق بالهلال. و أثبتت المباراة أن فريق الهلال يستطيع فرض أسلوبه على أي لقاء خارج أرضه ، فخلال النصف ساعة الأولى من المباراة ترك الهلاليون وسط الملعب للاعبي الزمالك فى سيطرة صورية بلا فاعلية على المرمى، و اعتمد الهلال على إغلاق منطقة المرمى بأكبر عدد ممكن من اللاعبين ، و تسبب هذا فى فقد لاعبي الزمالك معظم طاقتهم البدنية خلال هذه الدقائق و سهل هذا جدا من مهمة لاعبي الهلال في الشوط الثاني خاصة حينما أحرز الزمالك هدف التقدم عن طريق حازم إمام حيث لم يكن الأمر صعبا على الهلاليين أن يضغطوا على الزمالك و يضيعوا انفرادا سهلا سجل بعده سيسيه هدف التعادل ، و ذلك أنهم ضغطوا على فريق أفقدوا لاعبيه لياقتهم البدنية و أهدروا مجهودهم طوال المباراة هباء . و كانت نقطة التفوق الأولى للهلال خلال وضع تشكيلة المباراة الأساسية ، حيث كان العجلانى موفقا في إشراكه الشيحان من بداية المباراة و احتفاظه بتراورى على مقعد البدلاء و ذلك لعلمه أن الزمالك سيلعب مهاجما منذ البداية فعمل على تأمين دفاعاته ، بينما قابله فينجادا المدير الفني للزمالك هذا الفكر الرائع بفكر غاية فى السوء بإشراكه حسام حسن كمهاجم وحيد رغم حاجته الماسة للفوز ، و لهذا فكان من الطبيعي في ظل الروح العالية و الحماس غير العادي من لاعبي الهلال أن يسيطر الدفاع الأزرق على الهجوم الأبيض إلا في بعض كرات قليلة لم ينجح مهاجمو الزمالك في استغلالها و تحويلها لأهداف. و كانت خطة العجلانى بالخروج فى الشوط الأول بالتعادل السلبي و جعلت ثقة لاعبي الزمالك و حماس لاعبيه يقلان إلى أقصى حد حيث نجح في إفساد المخطط الأبيض للخروج من الشوط الأول بتقدم يريح أعصاب لاعبيه ، و لكن استمرار هذا الأسلوب في اللعب خلال الشوط الثاني كان يحتاج لإعادة نظر ، فكان من الأفضل التخلي عن هذا الفكر الدفاعي و اللعب بهجوم حذر ذلك أنه قد وضح في نهاية الشوط الأول أن الدفاع الأبيض ليس بالقوة المطلوبة فى ظل غياب بشير التابعي أفضل لاعبيه ، و كانت الهجمات الهلالية خلال الدقائق الأخيرة من الشوط الأول غاية فى الخطورة ، و أيضا فقد دخل لاعبو الزمالك الشوط الثاني و هم في حالة من الإجهاد و التوتر كان يمكن استغلالها في تحقيق هدف التقدم للهلال و لعل ما يؤكد صحة ذلك السرعة التي أحرز بها الهلال هدف التعادل بعد أن تقدم الزمالك بهدف حازم إمام مما يشير إلى أن تغيير طريقة اللعب و الهجوم لإحراز الفوز في الشوط الثاني كان ضروريا. ويمكن القول إن الهلال حقق هدفه الذي دخل المباراة من أجله بالحفاظ على صدارة المجموعة و الصعود المبكر للدور نصف النهائي ، و أنه لو كان يمكننا اختيار نجوم للأزرق خلال هذه المباراة لكانوا بلا شك الحارس المتألق حسن العتيبي الذى نجح ببراعته المعهودة فى التصدي لعدد من الكرات البيضاء التي لو كانت قد سكنت مرماه لما سأله أحد عنها ، و أيضا دفاع الهلال بكامل هيأته و الذي تكسرت على أقدام لاعبيه هجمات الزمالك ويحسب له سيطرته التامة علي الرباعي حسام حسن و سامح يوسف و جمال حمزة و عبد الحليم علي مهاجمي الزمالك علي مدار المباراة ، و أيضا التونسي أحمد العجلاني المدير الفني للفريق الذي تفوق على نظيره الزملكاوى فينجادا و جدد تفوقه عليه بالقاهرة بعد أن حقق هذا التفوق قبل ستة أيام بالرياض. احمد العجلاني