يصاب قلب الجنين داخل رحم الام بتشوهات نتيجة لعوامل وراثية، او لحمى تتعرض لها الام اثناء الحمل، او تناول الام دواء اثناء الشهور الثلاثة الاولى من الحمل، وتؤثر هذه العوامل على تطور القلب، ومن اكثر هذه الاصابات حدوثا، عدم اكتمال الحاجز الاذيني او البطيني، مما ينشأ ما يعرف بثقب في القلب بين الاذنين او البطينين. ومنها ما يؤثر على تكوين الصمامات، مما ينتج عنه ضيق يمنع او يقلل سريان الدم فيها، ويسبب خللا في مسار الدم وهذه الامراض الخلقية متعددة، اهمها ما يعرف (برباعي فالوت)، وقد وصف هذا المرض سنة 1888 بالمرض الازرق، او الزرقة القلبية. اذ يولد الطفل ولونه في زرقة السماء، نتيجة لضيق في الصمام الرئوي وثقب في الحاجز البطيني. وانحراف في الشريان الاورطي وتضخم في عضلة البطين الايمن، ويزرق الطفل لان الدم (الازرق) والمحتوي على ثاني اكسيد الكربون لا يجد مفرا من ان يتجه الى البطين الايسر والشريان الاورطي ويختلط بدمهما الاحمر، ويوزع هذا الدم المزدوج غلى الجسم فيعطيه اللون الازرق الذي هو العلامة الاساسية لهذا المرض، وقبل مدة كان هذ المرض غير قابل للشفاء، اما الآن فجراحة القلب تمكن من قفل الحاجز البطيني وتوسيع مخرج البطين الايمن الى الرئة، فيسير الدم في مساره الصحيح ويشفى الطفل تماما. من ناحية اخرى تصيب الحمى الروماتزمية القلب في سن الطفولة بعد الخامسة من العمر وتؤثر على صمامات القلب اساسا وعلى عضلته وعلى غشاء التامور، وتنتهي الاصابات الروماتزمية ان لم يؤخذ العلاج الواقي لمنع تكررها بضيق او ارتجاع في صماماته المختلفة. واصابة الصمام المترالي بالضيق هي اكثر هذه الاصابات حدوثا، وعند وصول مساحة الصمام الى اقل من سنتيمتر مربع تحدث الاعراض نتيجة لاحتجاز الدم بالاذين الايسر والرئتين، لبطء سريان الدم خلال الصمام المترالي من الاذين الايسر الى البطين الايسر. واصابة الصمام المترالي بالارتجاع تؤدي الى رجوع الدم الى الاذين عند انقباض البطين وهو ما لا يحدث في القلب السليم اذ يكون الصمام في هذه اللحظة مقفلا، وبرجوع بعض الدم الى الاذين يرتفع الضغط فيه، ويقل سريان الدم الوارد من الرئة اليه، فتحتقن الرئة وقد يؤدي احتقان الرئتين لسعال يظهر مع المجهود ويزول مع الراحة، وهو ما يميز سعال امراض القلب عن امراض الرئة الذي لا يتأثر بالمجهود. *استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان