لم تعد أمراض القلب بالخطورة التي كانت تشكلها في الماضي، فأمراض القلب تصيب الجنين في بطن أمه، كما تصيب الطفل في سنوات عمره الأولى، وتصيب الشباب والكهول. وفي كل هذه المراحل تطورت طرق الوقاية منها، وتطور التشخيص الدقيق المبكر، كما تطورت طرق العلاج، حتى اصبح الشفاء ممكنا في حالات كثيرة، واصبح الحد من تطورها ومضاعفاتها ممكنا في كثير من الحالات بحيث يمكن للمريض ان يعيش بها عيشة مريحة ومنتجة رغم اصابته بها، واصبح العلاج الجراحي ممكنا وناجحا في كثير من هذه الحالات بعد ان ساد الاعتقاد في الماضي لدى الجراحين، ان القفص الصدري صندوق مغلق لا يمكن فتحه، ومن علامات امراض القلب التي تسبب ازعاجا لدى الوالدين (لغط القلب عند الاطفال) والحقيقة ان لغط القلب احدى العلامات المهمة في امراض القلب، الا انه يسمع احيانا في القلب السليم وخصوصا في الاطفال، ولغط القلب عبارة عن ذبذبات صوتية قصيرة تسمع اثناء مسار الدم في صماماته المختلفة، او خلال الشرايين نتيجة لعوامل مرضية بالقلب، او لأمراض غير القلب، كما قد يكون نتيجة لعوامل فسيولوجية لا تحمل اي معنى مرضي، ومن امثلة اللغط المرضي، اللغط الناتج عن ضيق الصمام المترالي والذي يحدث عند انسياب الدم من الأذين الايسر الى البطين الايسر، واللغط الناتج عن ضيق الصمام الاورطي ويحدث عند انقباض البطين الايسر لدفع الدم الى الشريان الاورطي الا انه، كثيرا ما يسمع لغطا في الاطفال رغم سلامة القلب تماما ويعرف هذا اللغط باللغط الانقباضي الحميد وقد يستمر سماعه لفترة ما بعد الطفولة ولهذا اللغط خصائصه التي تميزه عن باقي انواع اللغط المرضية، مما يسهل على الطبيب تشخيصه ويجعله قادرا على ان يعيد الطمأنينة الى قلب الوالدين. من أهم أسباب هذا اللغط الحميد خوف الطفل من الكشف الطبي الذي يسبب سرعة في ضربات القلب، وازديادا في سرعة سريان الدم في الشرايين، ويزول هذا اللغط مع هدوء الطفل، وسرعة سريان الدم في الاطفال خاصية فسيولوجية غير مرضية، حتى مع غياب الخوف ونتيجة لهذه السرعة، تحدث ذبذبات صوتية مع بدء انقباض القلب نتيجة لتدفق الدم من البطين الايسر الى الشريان الاورطي لتوزيعه على اعضاء الجسم المختلفة، ومن خصائص اللغط الحميد، حدوثه في الفترة الاولى من انقباض القلب وقصره ونعومته بعكس اللغط المرضى الذي يتميز بطوله وخشونته، ومن هنا يستطيع طبيب الاطفال ان يقف على حقيقة الامر والتأكد من ان لغط القلب الذي يسمعه مرضي او حميد. * استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان