عزيزي رئيس التحرير قرأت مقال الدكتورة آمال الودعاني الذي حمل عنوان (عاطلون عن العمل) يوم الأحد 20 ربيع أول 1425ه في عدد 11286 قد لا أختلف مع الدكتورة آمال في أن نسبة العاطلين عن العمل نسبة مخيفة تدعو لوضع الحلول التي تساهم في الحد منها وإلى إيجاد وظائف تتناسب مع قدرات ومؤهلات تلك الفئة من الشباب تعينهم على الحياة وتمنعهم من الانحراف والانجراف وراء الأهواء .. والمعتقدات التي زعزعت الأمن والسلام وزرعت في عقول بعضهم افكاراً منحرفة غير سوية ساعدت في زيادة خلايا الارهاب والارهابيين الذين جعلوا من الدين والعقيدة سلاحاً يحاربون به اخوانهم الأبرياء .. ويفسدون عليهم استقرارهم .. وفي هذا الصدد نحن لا ننكر اهتمام ولاة الأمر والمسئولين من وزراء ومرؤوسين في بذل قصارى جهدهم لإيجاد الحلول دراسة وتخطيطياً إلا أن أن المشكلة الرئيسية تكمن في فئة من الشباب ممن لا يحبذون الأعمال المتوافرة فيتخاذلون ويتراخون .. مشترطين شروطا لا تتناسب مع مهنة وطبيعة العمل المنوط بهم مع العلم أن بعض تلك الفئات لا يملكون مؤهلاً علمياً أو شهادة تحسن من شغل وظيفة تتناسب مع شروطهم. أما ما أسلفت في قولك أن الوافدين بمختلف جنسياتهم ولغاتهم هم العائق أمام فرص العمل وأنهم معول هدم يجمعهم هدف واحد هو جمع الأموال التي تساهم في بناء البنية التحتية لدولهم فلا أشاركك الرأي في هذا لا سيما أن من هؤلاء الوافدين أخوة عربا تربطنا بهم علاقة الدين أولا ثم محبة أخوية أوصانا بها رسولنا الكريم صلوات اللة عليه في قوله (أحب لأخيك ما تحب لنفسك) ولا أجزم بأن هؤلاء الوافدين يهيمنون على شغل الوظائف وإبعاد أبناء الوطن وقطع رزقهم .. الأمر الآخر أن تلك الفئة من الوافدين لديهم مؤهلات وخبرات تساعدهم على شغل وظائف وأعمال لا يستطيع شغلها أبناء الوطن .. ليس لقلة علمهم والاستهانة بمقدرتهم وقدراتهم ولكن لتكاسلهم وتراخيهم .. أيضا منهم من يفضل الوظائف التي توفر لهم الراحة دون جدية واخلاص تساعدهم على الإنتاج والنجاح وإذا استثنينا فئة الشباب المتعلم ومن لديهم شهادات وفرص وظيفية متوافرة فإن هناك من يشترطون شروطا غير منطقية الأمر الذي يعيق تقدمهم ونجاحهم كذلك تأتي العوائق احيانا من بعض مديرى المؤسسات في القطاع الخاص والشركات الذين يساهمون في رفع نسبة البطالة ونقص فرص التوظيف وليس الوافدين .. أما قضية السعودة فهي قضية تحتاج لطرح عميق يوضح المفهوم والأهمية من كلمة سعودة التي نتمناها في اخلاقنا وليس في وظائفنا. وحبذا ألا نجعل وجود الوافدين شماعة نعلق عليها تخاذل وتراخي أبنائنا من الشباب .. ومحاولة ايجاد فرص العمل التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم ولنكن منصفين ولا نجعل المسبب الرئيسي هم الوافدون. كذلك لا نجعل التفرقة والعنصرية تنسينا أننا مسلمون تربطنا عقيدة ودين وأخلاق نعامل بها بعضنا بعضنا . أخيراً .... تمنياتي أن تقبل ملاحظاتي بصدر رحب فلم اقصد منها سوى كلمة الحق أمام الله ثم الجميع . فاطمة محمد الخماس