انشيء مجلس التعاون الخليجي منذ انعقاد جلسة قمته الاولى في العاصمة الاماراتية ونشر ميثاقه ليبقى ويستمر كتجربة وحدوية حية لدول تجانست تركيباتها الاجتماعية التي ادت ومازالت تؤدي الى نجاحات باهرة لايمكن تجاهل اهميتها في زمن اضحت فيه التكتلات الاقتصادية بين عديد من أقطار وأمصار العالم تلعب دورا رئيسا وهاما في رسم مستقبل واعد ومشرق لكثير من المجتمعات البشرية, ولاشك ان نجاح المباحثات التي تمت بين قادة دول المجلس في اجتماعهم التشاوري السادس بجدة يؤكد سلامة هذه التجربة الوحدوية ونجاحها في غرس علامات الخير والمستقبل الافضل لابناء دول المجلس, كما ان مراجعة ما تم انجازه خلال مسيرة التجربة الناجحة المظفرة في الدورة السادسة يؤكد أهمية الالتزام بمبدأ التعاون بين الدول الخليجية الست لاحتواء اي قصور وحلحلة اي مشكلة نتجت خلال تلك المسيرة بغية دعم وتعزيز الخطوات الطموحة التي رسمها قادة دول المنظومة التعاونية لتحقيق تطلعات وآمال المواطنين بدول المجلس وتوحيد الاتجاهات والرؤى المتماثلة في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية ونحوها لترجمة بنود ميثاق المجلس المعلن وتحويله الى واقع مشهود على الارض, وهذا ما يسعى اليه زعماء المنطقة منذ تفكيرهم الجدي باحداث هذه التجربة النوعية الرائدة والتي ترسم بوضوح الخطوط العريضة لانجح تجمع عربي وحدوي من نوعه في التاريخ العربي المعاصر, ولاشك ان المجلس كرر مرارا وتكرارا على لسان قادته انه غير منفصل عن الهموم العربية بشكل عام, وازاء ذلك فان ثمة هواجس عربية عديدة طرحت نفسها على جدول اعمال الدورة السادسة وعلى رأسها الازمتان الفلسطينية والعراقية, وقد كانت الرؤى متوحدة ومتطابقة حيال معالجتهما, فقد اكد قادة دول المجلس على اهمية تطبيق الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين, كما نادي المجتمعون في الدورة ذاتها بأهمية نقل السلطة للعراقيين وانسحاب قوات الحلفاء في الموعد المعلن دون ابطاء ليتمكن الشعب العراقي من بسط سيطرته على كامل ارضه, وقد نجح القادة في تداول المسائل الخليجية المختلفة بما يعزز ويدعم مسيرة المجلس ويرسم مستقبلا افضل لمنطقة اقتنع قادتها بأهمية توحدهم وتكاتفهم وتضامنهم لانجاح تطلعات وآمال وطموحات شعوبهم نحو الامثل والافضل.