(سبق السيف العذل...) مثل يقال عندما يقف المرء امام امر حائرا متحيرا مهموما آسفا لان النتيجة لم تكن كما قدر وخطط وتوقع.. وهذا المثل ينطبق على الحدث الرياضي العالمي الذي شغل الرياضيين على مدى السنتين الماضيتين وانتظره العالم بفارغ الصبر.. وبعد شد وجذب.. ومد وجذر.. وسالب وموجب.. وظاهر وخفي .. حسم امس الاول موضوع استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010م بمفاجأة من العيار الثقيل لصالح جنوب افريقيا وسقطت الدول العربية المرشحة للاستضافة بخفي حنين وهي مصر والمغرب في حين انسحبت تونس قبل الحسم ب24 ساعة واستبعدت ليبيا من التصويت بموجب تحفظات تنظيمية رفضها الاتحاد الدولي لكرة القدم. وقد اصاب هذا الخروج الدرامي المؤلم الشارع العربي بالاحباط.. لان التنافس الغربي كان تنافسا غير رياضي.. وغير اخوي.. وغير عربي شكل لنا صدمة كبيرة.. واحرق قلوبنا خاصة اذا علمنا ان البرازيل طلبت استضافة مونديال 2014م ولم يتقدم احد لمنافستها من كافة دول امريكا اللاتينية.. ولم يهتز لاحد جفن بل على العكس جاء الاجماع على دعم البرازيل وكان هذا الدعم مكللا بعرق الود والمحبة والوئام والتسامح. الا ان كان من الاجدى ان يتم التنسيق وان تنصب جهود الدول العربية الاربع المرشحة بل وجميع الدول العربية والاسلامية على موقف موحد وكلمة واحدة لدعم دولة عربية افريقية (خاصة ان قارة افريقيا تنال ولاول مرة شرف الاستضافة بمبدأ المداورة بين القارات)؟ الا كان من الاجدى حشد النفوذ والاصوات العربية في بوتقة واحدة؟ لكي نتجنب هذا الخلل والارتباك وبعثرة القوى والجهود ولتكون جنوب افريقيا اكثر المستفيدين من هذا الخلاف والتفرق وهذا التشرذم العربي الذي هو امتداد طبيعي للتشرذم السياسي والان وبعد ان حسم والامر لصالح جنوب افريقيا في استضافة مونديال 2010م ابارك لها هذا النجاح واود ان اذكر ان هذه الدولة عادت الى الواجهة العالمية بعد ان نبذت التفرقة العنصرية قبل اكثر من عشر سنوات لتخرج من العزلة الدولية الى المحافل العالمية وتنال احترام العالم.. في حين مازلنا نحن العرب غارقين في اتون الفرقة والخلافات والتشرذم. سقطة لا تمت بصلة للرياضة يبدو ان احداث مباراة السد القطري والقادسية الكويتي في تصفيات بطولة الاندية الآسيوية والعقوبات الصارمة التي فرضها الاتحاد الآسيوي اثارت القيادة الرياضية الكويتية التي اعتبرتها مجحفة وظالمة ومبيتة تحمل في طياتها تصفية حسابات شخصية سابقة. وما نود ان نؤكد عليه ان ما حدث سقطة في الرياضة واخلاقها واهدافها السامية ولا تمت باي صلة الى الاخوة العربية والخليجية.